الجنازة الصامتة
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
مملكة الشر السعودية وراء كل الكوارث والأزمات التي نعيشها ونعاني منها منذ سنوات، منذ خروج مملكة الشر عن عقالها وإعلان العدوان الظالم على يمننا الحبيب، عدوان إجرامي أسوأ وأشد فظاظة وانحطاطا من أي عدوان استعماري في العالم.
مملكة الشر السعودية هي التي تدير دفة سفينة وعواصف الموت في محيط من الدماء والدمار تغطي كل مساحة يمننا الحبيب المثخن بالجراح والضحايا والآلاف من الأرواح المهدورة ظلماً وتعسفاً بغياب النزعة الإنسانية والقوانين الأخلاقية، وبحضور أنظمة تؤدي دور التلامذة المثاليين لمملكة كانت مهمتها ومازالت قتل الإنسان.
مملكة الشر أقفلت على العدالة الأممية جميع أبوابها، وكان عدوانها الظالم الذي حصد آلاف القتلى والضحايا من الأطفال والنساء والعجزة، عدواناً لم يلقَ اهتماماً دولياً ومسارعة إلى إطفاء نار الموت، وكأن الذي يحصل من عدوان وحصار وضحايا لا يعني أحداً، والميزان طبعاً، لعبة المصالح الدولية، مما يؤشر إلى أننا نعيش في عالم معتوه غير إنساني، عالم مجنون والمايسترو فيه مخمور.
لعبة المصالح تلك أنتجت حروباً وأدت إلى تحالفات عدوانية وتكتلات ومراكز قوى سمتها الأساسية اقتصادية، ورسخت مبدأ أن الاقتصاد هو عصب السياسة، بل هو صانعها، بعيداً عن المبادئ الإنسانية والأخلاقية والقيم والقوانين الدولية كما هو حاصل الآن من عدوان غير إنساني على يمننا الحبيب.
وبدون أدنى شك فإن حالة الاختلال العقلي للدب الداشر ابن سلمان، وأيضاً اختلال التوازن الذي تعيشه مملكة الشر هو الذي جعلها مهيأة لقبول أي فكرة عدوان تطرح، وكأنها تبحث عن حالة للهروب من المآزق والكوارث والأزمات الاقتصادية والانشقاقات الداخلية والخلافات الأسرية التي تعيشها مملكة الشر.
غير أن رياح وعواصف العدوان جرت بما لا تشتهي السفن، إذ لم تلبث أن ظهرت أزمات وكوارث اقتصادية وانشقاقات عميقة هزت مملكة الشر وأدخلتها في عهد انفجارات اقتصادية شاملة وكاملة تظهر هنا وهناك إما في طور كساد وركود وإما في طور تراجع وانتكاسات سياسية واجتماعية وعسكرية أو في طور انهيار، نتيجة عدوانها وعواصفها الفاشلة.
ومع انتصارات الجيش واللجان الشعبية إذا بالسفاح الدب الداشر يتهادى، وتستمر الثورة في انتصاراتها الأسطورية على عرش الجماجم، أقصى انتصار للثورة وأقصى هزيمة للعدوان. وأثبتت مملكة الشر أنها غير قادرة على صياغة خطاب سياسي جديد بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والمستقبلية وفي عادة تمركزها على صعيد المنطقة.
أما على الصعيد الإقليمي كقطب سياسي يفرض التسلط والهيمنة، فلم تعد هناك هيمنة وتسلط وتمركز لمملكة الشر بعد يوم العدوان الظالم، بل هناك تفكك وانحلال وضعف وتآكل وثورة زاحفة تقتلع عرش الشيطان. وها هو العالم يسير وراء جنازة مملكة الشر المهزومة الدنيئة المنحطة والأخطبوط المتواطئ والموت التراكمي والانهيار الأخلاقي المتوارث. هناك ضربات على الرأس تتسبب في صفاء الذهن، فهل يستفد الدب الداشر من هذه الضربات قبل فوات الأوان؟!

أترك تعليقاً

التعليقات