الهوس الأمريكي
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
تدعي أمريكا أن ليس لها من «هَمٍّ» سوى «سلام العالم»، لذلك كرست سلاحها وعقيدتها وثرواتها ورجالها ومن يدور في فلكها من دول الخليج والسعودية وكل تحالفاتها السياسية وتكتلاتها العسكرية من أجل هذا الهدف «النبيل والسامي».
هدف تسعى إليه أمريكا منذ عهود «الخطر» الأحمر الشيوعي على العالم، وحتى يومنا هذا لا يزال «الخطر» والحجة قائمة من ذلك «الخطر الأصفر» و»الإرهاب» الوهابي الأسود الذي يهدد أمن واستقرار العالم من غربه إلى شرقه، من شماله إلى جنوبه، لذلك لا بد من «الحماية» الأمريكية وتحت تاج نجومها الزرقاء.
ولمصلحة الجميع والعالم ألا تكون هناك قوة جديدة قادرة على منافسة أمريكا كما كان الحال أيام الاتحاد السوفييتي (سابقاً)، مما يضاعف هموم «راعية السلام» الأسود (أمريكا)، فتجعلها تستخدم مرغمة القوة العسكرية المفرطة والحصار الاقتصادي الخانق والتحالفات الدموية والحروب بالوكالة، كما هو حاصل الآن من عدوان على يمننا الحبيب بقيادة أدواتها في المنطقة (السعودية والإمارات)، مما جعل «الهمّ» الأكبر ينتقل إلى منطقة الثروات والممرات الاستراتيجية الهامة التي لا يمكن أن تفرط فيها أمريكا بأي حال من الأحوال، بسبب الأزمات والتهديدات الضاغطة بقوة على تلك الأنظمة الكرتونية والكيانات التابعة لها والخاضعة لإرادتها والمنفذة لرغباتها الاستعمارية.
تهديدات من دول ذات سيادة تريد أن تغير ملامح المنطقة، وتحديد هوية البحر الأحمر، وتقدم أنموذجاً مختلفاً وأسلوباً مغايراً في الحكم، لذلك أصبحت تلك الدول «مزعجة للهمّ الأمريكي»، ومشاكسة في المنطقة وتسبح ضد التيار، مما جعل «الهم الأمريكي» ينتقل إلى منابع الثروات والنفط، إلى المناطق التي تستحق الهم والنكد، إلى الخليج وأوكرانيا وروسيا الاتحادية الغنية بكل الثروات والموارد، إلى روسيا البيضاء أو الزرقاء، لا فرق، المقبوض عليها بحزام من نار حلف الأطلسي (الناتو).
و«الهم الأمريكي» الأشد فتكاً من ستارها الحديدي السابق هو أنها جعلت الحلف الأطلسي (الناتو)، يمارس وظيفة الذراع المسلح للأمم المتحدة، وتوسيع دوره ومهامه وتنفيذ قراراته المدعومة من أمريكا فقط ولمصلحتها وبطرقها العسكرية وتصرفاتها المتشددة التي تعتمدها أمريكا في إخضاع العالم لإمبراطوريتها العرجاء وضمان الدفاع عن المصالح الحيوية لأمريكا «المهمومة» بأمن واستقرار العالم والخضوع لها، ونفي التهديدات المحتملة ضدها، ولا يمكن لأي قوة غربية (الناتو أو غيره) أن تتصرف وتعمل إلا إذا أرادت أمريكا ذلك، وفي حالات لا تتورط أمريكا بقوتها الخاصة فيها.
لقد بدأ «الهم الأمريكي» الوحشي الاستعماري بإبادة الهنود الحمر وسحقهم حتى العظم، ومع ذلك جعلونا نتعاطف مع الإبادة الوحشية الممنهجة، ومع تلك الأفلام الأمريكية التي تصور قسوة ووحشية الهنود وهمجيتهم، في خداع وتزييف للحقيقة والتاريخ، ثم تكرر «الهم الأمريكي» الوحشي والفاجعة الكبرى برمي القنابل الذرية للمرة الأولى في تاريخ العالم على المدنيتين اليابانيتين «هيروشيما» و»ناغازاكي» الآمنتين من «الهم الأمريكي». ولا يزال خطر «الهم الأمريكي» يخيم على الأرض قاطبة حتى اليوم، ويسعى لتدمير وإبادة الشعب اليمني بالعدوان والحصار الخانق.

أترك تعليقاً

التعليقات