الثورة الدائمة
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
يزداد نمو الانحطاط السياسي والفساد الاقتصادي منذ أن أدركنا وزن الإرادة الحرة وضمان النمو والتحدي والصلابة والتحرر من الوصاية السعودية والإقطاع المتخلف وحقب القهر والتمزق والعذابات، وصغنا قرارنا السياسي ومستقبلنا وفق ما يحقق أحلامنا وطموحاتنا ورغباتنا وامتلاكنا القدرة العسكرية وخنق العدو بالصواريخ والمسيّرات والإرادة الحرة التي لا تقهر ولا تلين.
حاولنا، وبإصرار، تجاوز كل مشاق السعي وأعباء الزحف في اتجاه بناء حاضرنا صلبا تترسخ عليه أعمدة بناء الغد، الأمل والحلم والهدف، وتمكنا من احتضان الحدث التاريخي الذي نحتفل بذكراه سنة بعد سنة ونعتز به مهما اختلفت انتماءاتنا السياسية وتنوعت خصوصياتنا وانتقادنا لأساليب ومعالجات الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والفساد الذى يتعملق ويتطاول يوماً بعد يوم والمحسوبية والتعيينات غير الموفقة في حكومة الإنقاذ والوزارات والمؤسسات والجامعة، مما أضر بمشروع الثورة والفئات المستضعفة في الأرض والحاضنة الشعبية للثورة.
الثورة كانت تجسيداً لأحلامنا وتطلعاتنا وطموحاتنا وأمنياتنا وأشواقنا إلى الحرية والمستقبل السعيد والحياة الأفضل والعزة والكرامة والابتعاد عن الاستغلال والفساد والفئات الضالة (المصلفعة) التي تخرج المعتدين والظلمة وتعيدهم من باب آخر.
الثورة فتحت آفاقاً إيجابية برغم العدوان المتواصل والحصار الاقتصادي الكابوس الذي يلاحقنا ويطاردنا ليلاً نهاراً ويحرمنا من لقمة عيشنا ويسلط علينا عتاولة الفساد. ومع ذلك لم يكن الطريق مسدوداً أبداً أمام الثورة ومشروعها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي كثورة دائمة ومتجددة ومحمولة على أجنحة شهادات أبطالها وأنهر دماء رجال الرجال.
ثورة تملك الرؤية والمشروع الثوري والبرامج السياسية والاجتماعية والبدائل الاقتصادية والمعيشية وتوفير لقمة العيش للمستضعفين في الأرض والموظفين من دوخهم الجوع وداخ، لقمة العيش والحياة الأفضل التي تبحث عنها الجماهير والحاضنة الشعبية للثورة. الأزمات الاقتصادية المفتعلة وخنق الراتب والفساد في الوزارات والمؤسسات والهدنة الفاشلة يريد العدو والفئات الضالة أن يجعل منها سلاحا ضد الثورة، وبوسع الثورة أن تجعلها بالتخطيط الاقتصادي والبرمجة وبتعيينات الكوادر المتخصصة، كلاً في مجاله، وأيضاً الاهتمام بالقوى الشريفة الحاضنة للثورة ومشروعها، أن تجعلها سلاحاً تدافع به عن الثورة وترد كيد العدو والآخرين إلى نحورهم.
إن المرحلة التي تبدأ بمعيشة ولقمة الناس تنتهى سياسياً وحضارياً، ولا بد أن نسمع الصرخات الاحتجاجية لمنع إجهاض الصراع الحقيقي بصراعات هامشية وجانبية كاذبة ومخادعة كانت ومازالت على حساب صراعنا مع العدو والقوى الضالة الحاقدة، فالثورة دائمة بمنجزاتها لمصلحة الناس، الثورة دائمة ولم يتقاعد أبطالها، بينما الفساد ومهما تعملق وتطاول وحاول إجهاض الثورة واغتيالها والتمثيل بها أبشع تمثيل لن يحصد سوى الخسارة والهباء.

أترك تعليقاً

التعليقات