السفالة الرأسمالية المتوحشة
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
على امتداد سنوات انتصارات محور المقاومة العربية والإسلامية تحقق القدر الهائل من الإنجازات والانتصارات وتعززت قوات المحور بالصواريخ الدقيقة والطائرات المسيرة، وتراجع العدو على جميع الجبهات وفشل طغيانه وهيمنته على الحاضر والمستقبل في آن معاً، وانهزم التواطؤ والتطبيع والاستسلام وتزاوج المجهول مع المعروف لتوأمة المصالح المتوافقة والمتجانسة وقطع يد الفتنة الرأسمالية المتوحشة المتصارعة على مناطق النفوذ والثروات في أراضي محاور المقاومة وانهزام لوثة الشرق الأوسطية، والفوضى الخلاقة، وصفقة القرن، والرفض المطلق للمشروع الرأسمالي المتوحش الذي يريدنا أن نكون كقطيع الغنم أو البقر نحتاج إلى راع أو أكثر ليقرر مصيرنا ومستقبلنا، وأهم من كل ذلك استطاعت المقاومة العربية والإسلامية أن تكون الرقم الأصعب في المعادلات السياسية والعسكرية واحتلت قوتها وصمودها وصواريخها وخططها وبرامجها مكان الصدارة في الخطاب السياسي والعسكري والإعلامي واهتمامات مراكز البحوث والدراسات الأكاديمية بخططها الدقيقة واستراتيجياتها وتكتيكاتها العسكرية الناجحة وتمكن محور المقاومة من إبطال التزوير القائم في إعلام العدو والتشويه المتعمد عن حقيقة المقاومة ومجتمعاتها، عن حقيقة مشروعها وعدالة قضيتها وفتحت بمشروعيتها ومصداقيتها أبواب الفضاءات لا على الحرية والتحرر والمقاومة وإنما أيضاً على الكرامة والحقوق وعدم الانحناء أمام قوانين وظلم وهيمنة أمريكا وشريكاتها الرأسمالية العملاقة وأدواتها الدنيئة بالمنطقة التي تمكنت من شرعنة القتل والموت والغدر والخيانة والدمار والقصف العشوائي وانتهاك الحياة الإنسانية، واستطاعوا أن يجعلوا من تلك الجرائم البشعة وكأنها من الحقوق الشرعية والأكثر عدالة، دول تتسم بدرجة عالية من السفالة والانحطاط وانعدام الاخلاق وضمور العقل وجفاف الضمير الإنساني.
 المقاومة استطاعت بقواتها وصواريخها الرادعة أن تنتصر في كل الجبهات القتالية وأن تكون القوة الفاعلة والحاسمة وأن تجعل العدو يعيش في حالة رعب وهلع، واستطاعت أن تسقط نظرية التفوق العسكري وتلك الجيوش التي لا تقهر. استطاعت المقاومة أن تتحمل مسؤولياتها التاريخية الوطنية والقومية والإنسانية، وتتحمل عبء كل ما هو ضروري لانتشال الأمة من الخضوع والتخبط والتجزئة والانصياع للإرادة الأمريكية وشعاراتها الرأسمالية المنحطة وقولها للجميع: "نحن السادة وعليكم أن تمسحوا أحذيتنا". تلك هي إذاً المعادلة: إما أن نكون السادة وإما أن نمسح أحذيتهم. رفضت المقاومة تلك المعادلة وقاومتها وتناضل بصفة دائمة لرسم وصياغة بدائل كونية تقود الإنسانية بعيداً عن انحطاط وسفالة الرأسمالية المتوحشة ونظامها الظالم ونمطها في الحياة المستغل للشعوب والذي لو قدر لأنظمة وحكام العالم تبنيه في سرقة لقمة الفقراء والعيش على أنينهم وصراخ المضطهدين وامتصاص ثروات شعوب العالم، فسوف يأتي قريباً جداً وقت لا نجد مكاناً نعيش فيه ونرزق. 
فهل ترضى الإنسانية أن تعيش تحت هذه السفالة الرأسمالية المتوحشة؟!

أترك تعليقاً

التعليقات