التضامن الكسيح مع سورية
 

طاهر علوان

طاهر الزريقي / لا ميديا -
حضور عربي باهت وضعيف، وتضامن هزلي ومحدود الأهداف والاستراتيجيات. يتوجهون إلى دمشق الحبيبة والمقاومة وقلوبهم وأقدامهم المرتعشة تتجه إلى الهاوية، إن لم يكن ضمناً يقيمون في وديانها السحيقة. قادمون إلى سورية الحبيبة وهم مازالوا يلتفتون إلى الخلف، إلى أمريكا و”إسرائيل”، إلى غابات الذئاب والضباع من تكتلات تزداد اتساعاً وقوة مستفيدة من شتاتهم وخضوعهم وخنوعهم وسياساتهم المتصدعة التي تغري العدو بالتمدد والاستحواذ.
بأي خطاب يمكن معالجة محن وشتات تلك الكيانات وهم مازالوا يدورون في حلقة الجهل والتبعية والتخلف والطائفية الرتيبة والرهيبة والفتن التي لا تنتهي، مصائب ونكبات ونكسات وهزائم تنزل دائماً نزول الصواعق على رأس هذه الأمة، إلى الدرجة التي تجعلنا لا نخرج من كربلاء قديمة حتى ندخل في كربلاء جديدة، وما يزال الحبل على جرار الخيبات والويلات والانكسارات.
أنظمة خائبة شديدة التقلب والتذبذب. سنوات نكسة، وسنوات حروب واعتداءات، وخلافات هامشية، وحصارات، وجوع، وانحطاط في المستوى المعيشي الذي يتدنى هنا وهناك بشكل مطَّرِد، وتفاقم التفلت من كل التزام قومي وإنساني وديمقراطي، وتنامي الانحطاط الأخلاقي وتلوث الانبعاث الروحي بالزندقة، وجعل أمتنا وناسنا أدوات للترتيبات الدولية والإقليمية جعلهم أرانب.
لقد جعلونا نفقد الاتصال بجذور أمتنا وثقافتنا وحضاراتنا وقيمنا، ورؤية تخشى المستقبل بوصفه دوامة وإعصاراً أو معطيات منضغطة وضاغطة بوصفها أزمات سياسية واقتصادية تبدأ بالمجاعة وتمر بالمرض وتنتهي إلى هموم تضني كبد الحياة والغاية من عيشها. ومع ذلك، وبرغم ذلك الخدر السياسي الذي أدمنته تلك الكيانات الكسيحة المتهالكة، رغم كل ذلك العبث والاستهتار والنفاق والتضامن الزائف، ستظل سورية الحبيبة شامخة عالية النبرات، ولن يستطيعوا كتم صوتها ومقاومتها وصمودها، ولن ترتجي الحلول والمساعدة من تلك الكيانات الهزيلة التي طالت غفوتها القومية والوطنية أكثر مما يحتمله الكابوس نفسه.
ومهما حاولوا لن يستطيعوا كتم أجراس سورية المقاومة وهي تُقرع مُنذرة المخدرين وتدعوهم الآن إلى وعي الخطر الذي يتهدد نخاعهم بالذات. وليس من مخرج من هذه الغفوة وذلك الانحطاط إلا أن نتسلق جميعاً ونرتفع مع إيقاع تلك الأجراس الثورية، أجراس المقاومة العربية والإسلامية إلى قمة التحول التاريخي، التي تقف فوق أحجارها محاور المقاومة. أما تلك الوفود التضامنية المنافقة، فتحمل كل تسويف ومراوغة وعدم القدرة على صنع القرار وتحقيق إيجابيات فاعلة وتضامن مُجدٍ وحقيقي لسورية الحبيبة. وأما عن وصول تلك الوفود التضامنية فهي مجرد زيارات عابرة تؤكد التوق والحنين للعودة إلى مقولة “براءة الذمة” التاريخية من الواجبات القومية والإنسانية.
لقد أصاب الفكر الظلامي آلية عقولهم والتسليم بالشكل الجديد للتبعية الجهنمية للمنطق الأمريكي الذي يعمل من أجل تنميط مجتمعات هذا العالم وفق ما تقتضيه مصلحة المركب العسكري - الصناعي الإمبريالي الذي يملي رغبته على میكانيزم آلية هذا العالم، وتلك الكيانات المتهالكة ضمن ذلك العالم الخانع والخاضع والقابع في النفق الأمريكي المظلم.
سورية الحبيبة والمقاومة لن تكون معكم. سورية بعهدة رجال الله، بعهدة ذلك الضوء، حيث النور الذي يلوح من هناك، ليس سوى أضواء قطار محاور المقاومة والقادم بسرعة ليسحق تلك الكيانات المتخاذلة. لن تتركنا سورية الحبيبة المقاومة، سورية الشامخة، سورية قلعة الأحرار والقلب النابض بالعزة والكرامة والتضامن القومي الصادق، ولن نترك سورية الحبيبة للذئاب الجائعة.

أترك تعليقاً

التعليقات