شايلوك العصر!
 

طاهر علوان

طاهر علوان الزريقي / لا ميديا -
الإمارات هي شايلوك هذا العصر. هي المرابي الذي يحمل سكيناً حادة يقطع بها أوصال الشعوب. هي جلاد الفقراء وقاتل الأطفال وخراب اقتصاد الدول. الإمارات في حالة توحد وجداني مع الكيان القمعي والمرابي اليهودي «إسرائيل»، يجمعهما تاريخ سياسي عدواني بائس.
هذا التوحد لن ينقذ الإمارات من أزماتها السياسية والأخلاقية والإنسانية، ولن تستطيع بهذا التوحد مع المرض المزمن أن تمضي أبعد من غرفة العناية الفائقة، لأنها خلطة عجيبة بين ما أنتجه الاستعمار وما يُعاد إنتاجه الآن على يد الكيان الإماراتي ذاته، حيث الهيمنة «الإسرائيلية» تلف الكيان الإماراتي من رأسه حتى آخر أصابع قدميه، لتدير عدواناً همجياً ضد ثورة تثير في واقع الوطن العربي ما هو أبعد من حدودها، وأبعد من إيقاعها المحلي، ثورة يمنية لها أبعادها السياسية والاجتماعية والقومية، ومرتبطة بمشروع سياسي مقاوم يفتح الأبواب لتاريخ جديد في نضالنا القومي.
دويلة الإمارات تغوص وتتدخل في سائر السياسات إلا ما تقتضيه سياستها ومصالحها ومصالح الأمة العربية. صناعتها الموت والجوع والعطش والحصار. ومع ذلك تصر على زعامتها وهالتها وعلى اجتراح أنواع مختلفة من التمويهات كي تبقى مهابة بدلاً من البحث عما يشفيها من انفصالها الحاد ونهاياتها التاريخية.
تلك التراكمات جعلت الإمارات في وضع ساعة الرمل، حيث الحبات الرملية تتناقص تدريجياً حتى الفراغ والموت. دراما غريبة وعجيبة بإيقاعاتها الدموية التي هي أشد رعباً وانحطاطاً ومأساوية. لم تسلم كوبا كاسترو وجيفارا من شرورها ومراباتها وابتزازها ونصبها ومواقفها الدنيئة. كوبا بكل معطياتها التاريخية النضالية، كوبا النضال الأممي وعظمة التاريخ الاشتراكي وقلعة الأحرار والبروليتاريا الإنسانية، كوبا الصمود ضد الإمبريالية العالمية والمحاصرة 57 عاماً حتى يومنا هذا من قبل أمريكا المتوحشة، كوبا من وفر مناخاً نضالياً هاماً لتبني سياسات ومواقف واضحة ضد الإمبريالية الأمريكية، والتي تقف الآن خلف قناعة دويلة كرتونية هي الإمارات وتحالفاتها العسكرية بنظامها المتهالك وسياستها المثقلة بالإجهاضات الفاضحة لكل مقاومة في العالم.
إن دويلة الإمارات وحش متعجرف ومتطفل يتسلق من فوق الحدود ليصل إلى كوبا الثورة ليفسدها ويجعلها تقف مع المعتدي ومع الظالم وتدين الضحية. كوبا لم تسلم من شايلوك المرابي العربي الذي يوزع وصفات الخيانة والغدر والإجرام والإفقار والانقراض على العالم، وبدون استثناء يوزع آثامه وذنوبه التي لا تقبل الغفران، لأنها خصم شخصي لملايين البشر الذين يعيشون تحت خط الفقر والذل والحرمان.
عالم فقير مضطهد مطحون، ارتكبت الإمارات آلاف الجرائم السياسية والاقتصادية والاجتماعية في حقه، وساهمت بفاعلية في نشوب اضطرابات وحروب أهلية شملت أرجاء المعمورة، واستحقت بوجهها القبيح وبامتياز لقب مجرم حرب من الدرجة الأولى، وترشيح حكامها لكي يعدموا شنقاً في ميدان عام.
تمارس الإمارات الابتزاز الاقتصادي مقابل الانحطاط السياسي والأخلاقي، بينما القضايا الإنسانية والمواقف لا تتجزأ. «الحرة تجوع ولا تأكل بثدييها». موقف مستغرب وغير مسبوق أن تقف كوبا مع الظالم، مع المعتدي.
العلاقة بين الإمارات وكوبا علاقة اقتصادية ودعم لبعض المشاريع التنموية. شايلوك العصر يستخدم تلك العلاقة كأداة ضغط لتحقيق أغراض سياسية دنيئة ومشروطة، وتحمل الخراب والدمار للشعوب المسحوقة والجائعة، وبكل المقاييس العلمية والإنسانية لن يستمر هذا الوضع الشاذ، خاصة مع نظام كاسترو التقدمي والأممي والإنساني والذي يضع الإنسان فوق رقبة المصالح.

أترك تعليقاً

التعليقات