صبرنا بدأ ينفد
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -

في كل حوار ونقاش، سياسياً كان أم عسكرياً، يتم فيه استضافة إحدى أدوات صهاينة العرب في أي قناة تلفزيونية، أراهم دائماً يكررون العبارات نفسها منذ ستة أعوام. وأغلب ما يتكرر هو "الدعوة إلى عدم استفزاز السعودية حتى لا تفقد صبرها".
أعتقد أن القاصي والداني يعلم أن السعودية لم تبق شيئاً لم تسخدمه، بل إن التحالف الشيطاني بمجمله وليس السعودية فقط استخدم أعنف ما يمكن استخدامه في الحروب. ولكم أن تتخيلوا أن عدد القنابل والصواريخ التي سقطت على اليمن خلال أول أربع سنوات من العدوان أكثر من عدد ما تم استخدامه في الحربين العالميتين الأولى والثانية، إلا أن ما تم استخدامه في اليمن تضمن أنواعاً جديدة لم تستخدم سابقاً، وكأننا ساحة تجارب لأسلحة أمريكا والغرب والكيان الصهيوني.
وعلى سبيل المثال لا الحصر: القنبلة النيوترونية، وهي من أنواع القنابل النووية، تم ضرب اليمن بها عن طريق طائرة (إف 35) تابعة للكيان الصهيوني، وكانت أول تجربة صهيونية. القنبلة النيوترونية التي تم قصف جبل نقم بها وما أحدثته من قتل وخراب ودمار فظيع جداً وتلوث بيئي لا تزال آثاره موجودة حتى اليوم، بالإضافة إلى السلاح الذي تم ضرب جبل عطان به، وغيرها من القنابل الإنشطارية والهيدروجينية والعنقودية والفراغية والأسلحة المحرمة دوليا.
إذن العدوان استخدم كل ما يمكنه استخدامه. وعلى مستوى الجيوش كم عدد الجنسيات التي شاركت في التدخل البري؟ أما نحن فلم نستخدم كل ما لدينا بعد، ولا نزال نحمل في جعبتنا الكثير، وفي كل مرة نرفع الستار عن منظومة جديدة من الأسلحة.
العدوان قصف البشر والشجر والحجر والحيوان والآثار والبنى التحتية والمرافق الخدمية وقاعات الأعراس والمستشفيات والأسواق وحتى صالات العزاء، ولوث أجواءنا وسماءنا بغاز الكيميركيل لتفرقة السحب حتى لا تهطل الأمطار.
فأين الصبر من بني سعود (صهاينة العرب)؟! نحن من صبرنا وتحملنا جور العدوان الكوني الغاشم، ونهبهم للثروة النفطية والغازية والسمكية بطريقة استنزافية وتدميرية، بحيث تؤدي إلى النضوب السريع والتلوث البيئي الخطير والمضر على المدى الطويل. نحن من صبرنا، ويبدو أن صبرنا بدأ ينفد، وتصريحات وزير دفاعنا وناطقنا العسكري مؤشر إلى أننا أمام قادم أشد تنكيلا بأحقر عدو شهدته البشرية على مر التاريخ.

أترك تعليقاً

التعليقات