مستمرون.. واغضبوا
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -

لا أعتقد أن أحدا من الأحرار لم تذرف عيناه دموع الفرحة بعودة الدفعة الأولى من الأسرى. سعادة لا توصف، ويوم من أجمل أيام العمر، بينما قيادات المرتزقة يشتاطون غضبا وكأننا أفرجنا عن خصومهم، فلا أعاروهم أي اهتمام ولا أوصلوهم إلى منازلهم ولم يبلغوا حتى أهاليهم لاستقبالهم، بل إن بعضهم سجن وتمت مطالبة أهاليهم بفدية! وإليكم أهم الأسباب التي جعلت نجاح صفقة تبادل الأسرى تشكل انتكاسة للعدوان وأدواته:
1 ـ عودة أسرانا تعني أن الأنصار أجبروا العالم على الاعتراف بهم والتعامل معهم بعد أن كان يتوعد باجتثاثهم وتصنيفهم كجماعات إرهابية. كما أثبت انفتاح الأنصار على العالم، وليس كما روج تحالف الشر والظلام بأنهم جماعة منغلقة على نفسها ولا تملك مشروعاً، فالوصول إلى اتفاق بشأن الأسرى يعني إمكانية الوصول إلى حل شامل في ظل قابلية الحوار والدعوة إلى سلام عادل ومشرف.
2 ـ لا يوجد أسير من أسرانا لم يتعرض للتعذيب والانتهاك في سجون العدو، حتى أن سبعة من أسرانا المتفق على تبادلهم استشهدوا في سجون العدو ووصلت جثامينهم الطاهرة إلى صنعاء، وأكد تقرير الطبيب الشرعي أن وفاتهم كانت بسبب التعذيب الذي تعرضوا له. وفي المقابل لم يتعرض أحد من أسرى المرتزقة لأي نوع من أنواع الأذى، باستثناء أذى طيران العدوان الذي حاول مرارا وتكرارا قتلهم. وهذا ما سيحكيه كل أسير لأهله ورفاقه ومعاريفه، والمتلقي سينقل ما سمعه للآخر وهكذا حتى يعلم القاصي والداني من نحن ومن هم.
3 ـ لا يمكن لأسير من أسرى المرتزقة أن يعاود الكرة ويحمل السلاح مرة أخرى ليقاتل في صفوف العدوان بعد أن عرفوا الحق من الباطل وأدركوا أنهم كانوا مخدوعين ومغشوشين (باستثناء من أعماهم الحقد وفقدوا البصيرة وأصحاب الأدمغة المغسولة)، بينما يتمنى أسرانا الانتقام ممن عذبوهم، وقد سمعناهم فور وصولهم يتوعدون بالانتقام ومواصلة مسيرة التحرير، لهذا عرقل العدوان ملف الأسرى أكثر من مرة، رغم أنه ملف غالبا وفي كل الحروب يكون أول ملف يتفق عليه المتحاربون بدون أية عراقيل. 
أما عن السبب الذي أجبرهم على إتمام صفقة التبادل فقد كان وجود أسرى أجانب. ولا أقصد بالأجانب هنا السعوديين والإماراتيين والأفارقة فقط، بل وحتى أمريكيين؛ بالإضافة إلى معارك تحرير الجوف ومأرب والتي كان لها دور كبير في تحريك ملف الأسرى، وببأس أبطالنا ستتحرك كل الملفات بإذن الله عز وجل.
كم نحن سعداء بعودة من سطروا أروع ملاحم التاريخ، وسعداء أكثر بحفاوة استقبالهم وتكريمهم، والحمد لله حمدا كثيرا.

أترك تعليقاً

التعليقات