عن آفة الآفات
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا - 

أليست وزارة الخدمة المدنية هي الجهة المعنية بمحاربة الفساد الإداري والحد منه؟! من منكم شاهد إجراء واحداً في هذا السياق؟!
رغم تفشي العبثية والعشوائية: قرارات تعيين وتعاقدات غير قانونية، ازدواج وظيفي بعدة أشكال، فصل وتوقيف تعسفي، تعيين مدراء عموم ومدراء إدارات لإدارات غير موجودة في الهيكل، تكاليف داخلية للعمل في مناصب عليا بدرجة وكلاء مساعدين ووكلاء، تعيين وتكليف أشخاص بدرجة مدير عام وهم لا يملكون درجات وظيفية، إقالة أشخاص وتعيين بدلا عنهم بموجب تكاليف داخلية من رئيس الجهة، رغم أنهم معينيون بقرارات سيادية رئاسية... الكثير والكثير جدا من الأخطاء والفساد الإداري، وهو بالتأكيد يقود إلى فساد مالي، لأن أغلبها قائمة على أساس المصالح الشخصية وتصفية متعمدة للكفاءات والكوادر الوطنية، وهذا بالتأكيد يؤدي إلى فشل المرحلة، فلماذا لم ينتبه أحد لهذا الموضوع، علما بأن القرارات الصحيحة والقانونية يتم عرقلتها وتوقيفها؟!
وعلى سبيل المثال لا الحصر: إذا صدر قرار تكليف لأحد الموظفين مديرا عاما في أي جهة، من المعروف أن الخطوة التالية هي التوجه إلى رئاسة الوزراء التي تخاطب وزارة الشؤون القانونية لإصدار القرار. وهنا يجب أن تكون الأمور خاضعة للقانون. لكنها للأسف الشديد خاضعة للمزاجية والعلاقات الشخصية والمعرفة، فنجد موظفاً لم تتعدّ خدمته الوظيفية خمسة أعوام "مشى أموره" في كل الجهات "زي الحلاوة" (رئاسة الوزراء، وزارة الشؤون القانونية، وزارة الخدمة المدنية، وزارة المالية)، وآخر يستحق قانونا الدرجة منذ زمن طويل من حيث المؤهل والفترة، "يفحروه لما يطلعوا روحه"، ويأخذ رئيس الوزراء عاماً كاملاً على الأقل حتى يوقع المذكرة الموجهة لوزارة الشؤون القانونية. وعاد الطامة الكبرى لما يجي واحد معشق الدبل يطلع فوق الكل ويحصل الدرجة وكل شيء وهو أساساً مش موظف سابق.
حاولت تتبع الموضوع، وفي الأخير أفادني أحد المعنيين بأن شخصاً واحداً هو الذي بإمكانه تحديد الأسماء التي يتم استكمال إجراءات معاملاتهم، وهذا يعتمد على مدى معرفتك بأحد معاريفه ولو معرفة من بعييييييد! أما لو كنت تعرفه شخصيا فلا تفكر بأقل من درجة وكيل! هل سيسعدكم أن أغض الطرف عن هذه التصرفات الكارثية؟!
بإمكاني أن أفعل ذلك، بل والتصفيق لكم وإشعاركم بأنكم في الطريق الصحيح، وأن كل شيء يسير على أفضل ما يمكن. بإمكاني التطبيل إلى ما لا نهاية، وسأستفيد جدا على المستوى الشخصي، لكن هذا سيعود عليكم بما لا تحمد عقباه، ويضرنا كمواطنين أملهم في الله عز وجل ثم فيكم خيرا، وسيسبب لنا نكسة وخيبة أمل وسيعيدنا إلى مربع الذل والهوان والارتهان.
فاعلموا أن من اختاروا البقاء في أرض الوطن ومناصرتكم باعتباركم أصحاب الصدارة والمبادرة في مواجهة وصد العدوان هم أنقى الأنقياء (إذا حسنت نواياهم وصلحت أعمالهم)، وهو موقف وطني بحت. ولو كنا ممن يبنون مواقفهم على مصالحهم الشخصية لكنا أكثر من يبغضكم، لكن المسألة وطنية ودينية وإنسانية ولا ينبهكم للأخطاء والخلل إلا نقي وصالح النية والعمل، وما يحدث من فساد إداري لا يصمت عليه إلا خائن أو حاقد.
أشهد لله أن هذا الموضوع لحاله يشتي له ثورة لراسه، وأسلم حل هو بعد تحرير مأرب قريبا بإذن الله، يأتي رجال الرجال من الجبهات يخلصونا من هذا الجنان، وقد معاهم توجيه من قائد الثورة، سلام الله عليه: "أي فاسد اخلسوا ظهره".

أترك تعليقاً

التعليقات