احتراف الهوان
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -

جبهات مأرب والجوف هي التي حركت ملف الأسرى، وستحرك ملفات اقتصادية وإنسانية أخرى، بدليل أن اتفاق سويسرا لم يأت بجديد، وإنما تنفيذا لاتفاقية السويد وما تلاه من مشاورات في الأردن.
وما تم فضحة في كل المفاوضات بشأن الأسرى هو أن ما تسمى "الشرعية" كذبت على من يقاتل معها بإدراجهم في كشوفات الترقيم ووعدتهم بتثبيتهم في الجيش، وعند مطالبتهم للمرة الثالثة في مفاوضات سويسرا بكشوفات الأسرى قدموا كشوفات ناقصة وتعهدوا بتسليم بقية الكشوفات خلال 24 ساعة ثم قدموا كشوفات وهمية، واتضح أن كل ما لديهم هو كشوفات بأسماء الأسرى الأجانب والإرهابيين، بمن فيهم من تم القبض عليهم قبل بدء العدوان وعدد قليل من اليمنيين. ولأنهم يتركون جثث قتلاهم لتبتلعها الصحارى وتأكلها الكلاب لم يعرفوا من أسر ومن قُتل ومن فر، كما لم يتمكنوا من فرز من صفاهم تحالف الشر بشكل أو بآخر ومن تم أسرهم. وتزداد المأساة مع جرحاهم الذين اضطر أغلب من تضرر منهم بشكل كبير إلى بيع كليته لتوفير تكاليف العمليات والدواء.
وأعتقد أن الهدف الأساسي من تحريك ملف الأسرى هو أن يقال بأنه في الوقت الذي يتم فيه التفاوض بشأن الأسرى لا تزال قوات صنعاء تهاجم مأرب.
عموما أول طلب طرحه وفد المرتزقة هو إطلاق سراح جميع الأسرى الأجانب، على أن يتم بعدها التفاوض على تبادل الأسرى اليمنيين. وطبعا لو تمت الموافقة على هذا سيكتفون بالأسرى الأجانب ولن يعيروا أسراهم اليمنيين أي اهتمام، بل سيسعون إلى معرفة أماكن حجزهم لقصفهم كما حدث أكثر من مرة، آخرها في ذمار.
كما ورد أن الاتفاق الذي تم مؤخرا هو أن يشمل كل دفعة تبادل لأسرى يمنيين مجموعة من الأسرى غير اليمنيين، والدفعة الأولى أكثر من ألف أسير من الطرفين من ضمنهم 19 أسيراً سعودياً، وهكذا حتى الانتهاء من إطلاق سراح جميع الأسرى، وقد كنا أكثر حرصا منهم على خروج أسراهم.
تمنيت لو تم بث جلسات مفاوضات الأسرى. لو حدث ذلك لعاد جميع من يقاتل معهم مهما كانت الإغراءات، فما بالكم ومرتبات الأفراد في الجبهات غير المشتعلة منقطعة منذ تسعة أشهر، باعتبارهم مرتزقة بالأجر اليومي، والكثير منهم تعرض للاغتصاب والتصفية؟!
يذكر أن وفد الرياض لم يدرج اسما واحدا من أسماء الأسرى المعتقلين في معارك ما وراء الحدود.

أترك تعليقاً

التعليقات