بداية النهاية!
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
انتصارات عظيمة على كل المستويات، فمأرب باتت قاب قوسين، والجميل في ذلك أنها هذه المرة ستتحرر وفق خطة مدروسة لما سيتم بعد التحرير في كل المجالات الأمنية والخدمية والاقتصادية... وغيرها، وذلك ينطبق على معارك التحرير في كل المناطق.
وبالنسبة للتقدم الملفت والمثير والذي فعلاً يشكل عامل تحول جذري من مسار توازن الردع إلى مسار التفوق والانتصار هو مسار التصنيع الحربي والمسار المخابراتي، فبالأمس سمعنا عن صواريح باليستية تضرب عدة أهداف في آن واحد، وإطلاق أكثر من صاروخ باليستي لهدف واحد، وهذا يعني أنها لم تعد رسائل تنبيهية وتحذيرية فقط، وإنما عمليات مؤلمة وموجعة.
هذا التغير يستحق الوقوف عنده، كونه يشكل معادلة جديدة غيرت مسار المعركة كليا. والمذهل في الموضوع أن الضربات تصيب قيادات عليا وضباطاً سعوديين وأجانب من العيار الثقيل، وهنا تكمن خسارتهم وخيبتهم، فلم تعد الخسارة مقتصرة على أرخص المرتزقة فقط، ولم تعد القيادات السعودية والأجنبية بمنأى عن أشد أنواع التنكيل. ورغم أن المرتزقة هم الهدف الأقرب والأسهل إلا أن قادتنا يفضلون ضرب العدو بشكل مباشر، وعندما تمكنت قواتنا من ذلك تسليحا ومخابراتيا نفذت فوراً دون تهاون.
أما عما نسمعه من انسحابات فالموضوع وما فيه هو أن هناك خسارة فادحة للعدو في مأرب التي كانت رهانه الكبير، وبالتالي ما يحدث حالياً من نقل قوات هو عبارة عن تقوقع، بمعنى الانحصار والتكتل والتركز في أماكن محددة لتعزيز خطوط الدفاع عنها، وذلك يتم وفق معيارين:
الأول هو: الأماكن التي يحرص العدو على عدم خسارتها، وهي منابع الثروة وأهم المواقع الجغرافية مثل باب المندب وميون وغيرهما من المواقع الاستراتيجية، باعتبارهما (أي الثروة والمواقع الاستراتيجية) السبب الرئيسي للعدوان والهدف الأول من احتلال اليمن.
أما المعيار الثاني الذي يراعيه العدو عند نقل قواته فهو العامل الجغرافي، وهنا يتم التكتل في المناطق التي ستسبب اختراقاً مؤثراً في حال وصل إليها الجيش واللجان والشعبية، على سبيل المثال التكتل الحالي في المخا والخوخة لتعزيز خطوط الدفاع عن مديرية باب المندب، وهكذا وفق دراسة المناطق جغرافيا لتعزيز حوائط الصد وتفادي الشتات ونقاط الضعف ونقل القوة للتكتل في المكان المناسب والمطلوب بحسب الاحتياج.
إلى جانب الموقع والثروة أيضاً، هناك مصالح يتم مراعاتها عند نقل قوات العدو من مكان إلى آخر، فمثلا أنبوب تصدير النفط السعودي عن طريق بحر العرب مرورا بأراضي المهرة وخط شبكة أنابيب تصدير النفط والغاز والموانئ وغيرها من المصالح اللامشروعة والنهبوية والاستحواذية.
هذا التكتل والتمركز عبارة عن رفع أولي للراية البيضاء وبداية للانسحاب الكلي والهزيمة، لاسيما وقد بات بمقدور قواتنا بفضل الله عز وجل ثم بفضل قيادتنا الحكيمة جعل العدو يتجرع ويخسر مادياً وبشرياً وسياسياً جراء عدوانه أكثر مما كان سيحققه حتى في حال تمكن من تنفيذ كل أهدافه، فمرحلة الوجع الأكبر فوق كل التوقعات والحسابات.

أترك تعليقاً

التعليقات