هدنة أم قنبلة موقوتة؟!
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
لا يمكن الموافقة على تمديد الهدنة إلا بعد تنفيذ بنودها. بمعنى آخر: لا يجب أن يكون التمديد مجرد إضافة فترة جديدة لتنفيذ بنود الهدنة السابقة، وإنما تمديد بشروط جديدة بعد تنفيذ الشروط السابقة، بحيث يدرك تحالف العدوان أن التلكؤ والمماطلة لم يكن في صالحه، وما كان سينفذه خلال شهرين سينفذه مجبراً خلال الأيام المتبقية من الهدنة (إدخال بقية سفن الوقود لتصبح 18 سفينة، وتسيير 16 رحلة جوية إلى مصر والأردن، وتبادل الأسرى، وفتح جميع المعابر البرية).
ثم في التمديد تكون الشروط جديدة، وأهمها: فتح المطار والميناء بشكل كلي، صرف كل المرتبات السابقة التي توقف صرفها بسبب إجراءات العدوان في إطار حربه الاقتصادية وسياسة التجويع، توريد العائدات السابقة واللاحقة لمبيعات النفط والغاز المصدر للخارج أو المباعة محلياً إلى البنك المركزي في صنعاء، إعادة تشغيل محطة الكهرباء الغازية في مأرب، صيانة الباخرة صافر، واستئناف عملية تصدير نفط مأرب من خلال شبكة التصدير السابقة عبر البحر الأحمر.
أما التمديد الذي يقال بأنه سيكون لمدة ستة أشهر في ظل عدم تنفيذ كل شروط الهدنة الحالية وعدم إدراج شروط جديدة تضمن تعافٍ جزئي للاقتصاد وتحرك العجلة وتحسن الحالة المعيشية للمواطن، ومع استمرار استحواذ تحالف العدوان على أهم وأكبر إيراداتنا واعتماد حكومتنا بشكل كلي على إيرادات مصدرها الأول والأخير هو المواطن (ضرائب، جمارك، اتصالات... إلخ)، وأيضاً في ظل استمرار الحرب الاقتصادية وإثارة سخط المجتمع وزعزعة الأمن ونشر الفوضى بهدف إسقاط الدولة من الداخل، فهذه ليست هدنة، وإنما هي الفترة اللازمة لإحداث التآكل الداخلي المطلوب ليحقق العدو الأهداف التي لم يتمكن من تحقيقها بالقوة العسكرية.
إن وافقتم على هدنة لستة أشهر دون فرض شرط التعافي الاقتصادي وتحسين الوضع المعيشي للمواطن فهي موافقة على وأد المسيرة وعودة التبعية.
الهدنة في ظل عدم وجود موارد مالية وجمود أو تدهور عجلة الاقتصاد عبارة عن انفراج جزئي مؤقت وتآكل داخلي وانهيار وشلل تام، حيث يعيش في جغرافيا السيادة الوطنية 70% من إجمالي التعداد السكاني، بينما 85% من الإيرادات يستحوذ عليها تحالف العدوان، وهنا مربط الفرس، فالهدنة تحقق للعدو أكثر من هدف، أهمها ضمان سلامة المنشآت النفطية السعودية، وفي المقابل استمرار تآكلنا من الداخل عبر الحرب الاقتصادية والإعلامية وعبر كل من يخدم العدوان في الداخل بقصد أو بدون قصد (الخونة والفاسدين والفاشلين).
لدينا من القوة بفضل الله عز وجل ما يجعلنا نفرض شروطاً أكثر لهدنة طويلة بهذا الشكل إن أرادوها، وهم حالياً في أمس الحاجة لها، بسبب تداعيات الحرب الروسية وضرورة الحفاظ على المنشآت السعودية أكثر من أي وقت مضى وربما أكثر من الفترة القادمة. وشروطنا ليست تعجيزية، بل هي شروط قانونية ومطالب مشروعة لشعب أنهكه العدوان ويتمنى استئناف العمليات العسكرية إلى أن ننتزع السلام العادل والشامل من تحالف الشر والظلام العالمي.

أترك تعليقاً

التعليقات