خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
كل ما تقوم به السعودية من إجراءات تصب في إطار الاستجابة لشروط الأنصار بما يخرجها مما أوقعتها فيه أمريكا. فالعشرة الأيام تحولت إلى سبعة أعوام، وبعد هذه الأعوام أصبح الصراخ المسموع هو صراخهم وعضّوا الأصابع قبل أن نعضها.
لقد استسلموا بكل ما تحمله الكلمة من معنى. والأروع من ذلك أن الانتصار اليماني لم يكن انتصاراً على السعودية فحسب، وإنما على محور الشر والظلام العالمي بأكمله.
هم الآن تعدوا مرحلة الاختيار إلى التنفيذ. سابقاً كانوا أمام خيارات ترهقهم وتؤرقهم وتفقدهم صوابهم، وهي:
1ـ وقف العدوان ورفع الحصار وحل القضايا الإنسانية، يلي ذلك مفاوضات يتم فيها مناقشة قضايا سياسية وعسكرية.
2ـ في حال استمرار العدوان والحصار فإن عليهم تحمل التبعات والمفاجآت التي ستجعلهم يعتبرون أن كل ما تجرعوه جراء ضرباتنا السابقة مجرد نزهة بالمقارنة بما هو قادم، وعلى رأس هذه المفاجآت دخول أسلحة جديدة حيز الخدمة من شأنها تنفيذ عمليات بحرية بطوربيدات تغرق بوارجهم وتخزيهم، وزوارق بحرية حربية آلية الحركة تصل بسهولة إلى ميناء أم الرشراش وتلحق بهم الهزيمة والعار، وطيران مسير “وعيد” يصل مداه إلى 2500 كيلومتر، وهم يعلمون ما تعنيه هذه المسافة، وطيران مسير “صماد 4” القادر على تدمير منشآتهم النفطية بشكل كلي، وصواريخ مجنحة “قدس 3” وأخرى باليستية قادرة على استهداف قواعد أمريكية كما حدث في قاعدة الظفرة بالإمارات، إلى جانب الأسلحة السابقة التي تجرعوا نكالها، وكل هذا يجعل خياراتهم محصورة بين السلام العادل والمشرف أو الويل والثبور.
لو أن هذه الخيارات وضعت أمام بني سعود لما استجابوا لخيار العقل والمنطق، وذلك بسبب عنجهيتهم الكاذبة وغرورهم الزائف، لاسيما في ظل قيادة ملك الزهايمر الغائب عن الوعي وولي عهده المعتوه الدب الداشر؛ لكنها خيارات وضعت أمام أسياد بني سعود (أمريكا، وبريطانيا، والكيان الصهيوني) ولديهم تجارب سابقة (مفاوضات الكويت، وجنيف، والسويد، ولقاءات ومراسلات ونقاشات عديدة ووفود ووساطات)، وبعد تجربة جميع الطرق في سياق “العصا والجزرة” عرفوا من خلالها أقصى ما يمكنهم الوصول إليه في ظل قيادة الأنصار الذين رفضوا تقديم أي تنازل يمس سيادة الوطن، وأيقن الأعداء ألا مجال إطلاقا للمراوغة.
فرسموا خارطة طريق أخرى غير تلك المرسومة بداية العدوان، والآن هم في بدايات التنفيذ. ولأن قيادتنا الحكيمة، ممثلة بالسيد المولى قائد الثورة علم الهدى (حفظه الله)، تنشد السلام العادل والمشرف بغض النظر عن طريقة التنفيذ، فقد تركت المجال للعدو ليخرج مما هو فيه بالطريقة التي يختارها، وليس بالضرورة أن يكون ذلك عبر إعلان الاستسلام ورفع الراية البيضاء، لكنه بالفعل استسلام بشكل غير مباشر، بمعنى أن الأنصار فتحوا الباب لخروج الحية العملاقة بعد أن أثخنوها جراحاً، وما يتم حالياً بغض النظر عما نشاهده، إلا أنه في الكواليس عبارة عن ترتيبات لخروج الحية.
ثقوا أن السبع العجاف انتهت، وانتهى معها العدوان، وهذا ما كتبته قبل أشهر، وهو ليس تنبؤات ولا تخميناً عاطفياً، وإنما رؤية مستندة إلى دراسة كافة المؤشرات، وإن لم يكن ذلك صحيحاً ولم يتوقف العدوان لسبب خارج إطار المنطق والعقل، ففي كل الأحوال نحن بحول الله وفضله وقوته المنتصرون وهم المنكسرون. والقادم أفضل بإذن الله تعالى.

أترك تعليقاً

التعليقات