كلمات السيد القائد..النصح والتوجيه
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
في الأمور الشخصية يجب التعامل مع كلمات السيد القائد سلام الله عليه كنصح وإرشاد وتذكير، ومنها مثلا الحث على الإقبال على قراءة القرآن الكريم بتمعن وتدبر والإكثار من الدعاء والتضرع لله عز وجل... أيضاً هناك جانب توعوي يشمل تصحيح المفاهيم والثقافة المغلوطة، مثل كيفية استقبال شهر رمضان من خلال الاستعداد النفسي والتهيئة الروحية، وليس كما يفعل الأغلبية بتهافتهم على شراء المواد الغذائية مما يتسبب بأزمة، وهو تصرف غالباً ما يصاحبه تبذير وإسراف، بينما حولنا الكثير ممن يعاني الفقر والجوع وعلينا أن ننتبه لهم ونعينهم ونساعدهم بما نستطيع، فلو سار التكافل الاجتماعي في مساره الطبيعي، كما أوصانا به ديننا الحنيف، إلى جانب الالتزام بدفع الزكاة، لكان ذلك كفيلاً بتخفيف معاناة الفقراء والمحتاجين بشكل كبير جداً، بمعنى أنه شهر عبادة ورحمة وتكافل، لا شهر للتخمة ومآلاتها المنعكسة سلباً على الصحة والمؤدية إلى التكاسل وبالتالي التقصير حتى في أداء الفروض الواجبة.
أيضاً فيما يتعلق بليلة القدر وكيف يمكن أن نحظى بها، فما فهمناه خلال حياتنا يختلف عما فهمناه من خلال كلمات السيد القائد بشأن ليلة القدر، فقد كنا نعتقد أنها ليلة من إحدى الليالي الفردية في العشر الأواخر، وأنها ليلة ساكنة وهادئة ولا يوجد بها رياح، وغيرها من الخزعبلات التي لا يتقبلها العقل والمنطق، كونها توحي لمن يعتقد بها بأنه يمكن أن يحظى بالمغفرة والثواب والأجر والفضل العظيم بمجرد أن يصادف نجواه ليلة القدر مهما كان مدى إهماله في أداء العبادات طوال الشهر، بينما ما أوضحه السيد القائد هو أن علينا أن نقضي شهر رمضان كاملا بالتضرع والعبادة بيقين وروحانية لنحظى بهذه الليلة المباركة، وكأن ليلة القدر بمثابة الجائزة الربانية لمن أجادوا استغلال الشهر الكريم وأحسنوا وازدادوا تقربا إلى الخالق عز وجل.
أما عن كلمات السيد القائد بشأن الحكومة والدولة والمسؤولية وجميع الأمور المتعلقة بتصحيح الاختلالات ومعالجة الأخطاء وتصويب المسار ومحاربة الفساد والمحسوبية ومناصرة المظلوم وتوفير الخدمات والاهتمام بشكل أكبر ببعض الجوانب كالزراعة والتعليم والصحة وغيرها، يفترض على المسؤولين والمعنيين التعامل معها كتوجيهات وأوامر لا يجب تجاهلها أو الالتواء عليها بإنجازات وهمية وخطط وبرامج تتويهية وورش واجتماعات شكلية ومغالطات وتصريحات إعلامية لا يلمسها المواطن بشكل فعلي في واقع الحياة اليومية، مستغلين انشغال قائد الثورة بإدارة ومواجهة العدوان الكوني. فمن تابع مقابلة وزير دفاعنا العاطفي في قناة صدق الكلمة سيلاحظ أنه قال بأن السيد القائد يشرف بشكل شخصي ومباشر على التصنيع الحربي وإدارة المعارك، وأنه يولي هذا الأمر اهتماماً بالغاً، ولهذا شهدنا في الجانب العسكري نجاحاً لا مثيل له، وهذا معناه أيضاً أن إشرافه على الجانب العسكري يشغله بشكل كبير جدا عن الجانب الإداري.
لكن المؤسف جدا هو أن الواقع الإداري والوضع المزري في كثير من مؤسسات ومرافق الدولة يشير إلى أن كثيراً ممن وثق بهم القائد تكاسلوا وانحرفوا عن المسار واستغلوا انشغاله ولم يعملوا بإخلاص وتفانٍ كما كان ينبغي لنشهد نجاحات إدارية تواكب النجاحات العسكرية أو على الأقل تقترب منها.
وسيأتي بإذن الله اليوم الذي يتم فيه غربلة وتنظيف المؤسسات والمرافق الحكومية من كل فاسد وفاشل، كما تم بفضل الله غربلة قواتنا العسكرية وبقي الأنقياء المخلصون.
فمن تمكن بعون الله من صد أبشع عدوان كوني لن يعجز بإذن الله عن تنظيف الحكومة بالشكل المطلوب.

أترك تعليقاً

التعليقات