الإمارات في خبر كان
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
لطالما تمنينا قصف دويلة الإمارات، وتساءل البعض: ما الذي يجعل قياداتنا لا توجه بضرب الإمارات؟ بل إننا في الآونة الأخيرة شهدنا استياء شعبياً من عدم استهداف «إمارات الزجاج»، حتى أننا سمعنا أصواتاً تقول بأن ضرب الإمارات شبه مستحيل، والبعض كان يعزو ذلك إلى حجم العلاقات التجارية الإماراتية الإيرانية على أساس أننا نتجنب ضرب الإمارات بسبب علاقتنا الودية مع إيران التي تربطها بالإمارات علاقات تجارية واقتصادية ضخمة جداً.
علما بأننا سبق أن استهدفنا محطة براكة النووية في أبوظبي بصاروخ كروز، حينها نفت الإمارات، إلا أنها أجلت افتتاح المشروع أكثر من مرة. وفي يوليو 2018 استهدفنا مطار أبوظبي بطائرة مسيرة من طراز «صماد 3»، وأنكرت الإمارات ذلك، ووصفت الهجوم بأنه مجرد حادث عرضي بسيط، ولاحقاً نشرنا فيديو يوثق لحظة الاستهداف.
مطار دبي هو الآخر طالته يد قواتنا المسلحة التي أعلنت في آب/ أغسطس 2018 أننا استهدفنا المطار ردا على الجرائم، وبعدها بفترة بسيطة عاودت قواتنا استهداف مطار دبي بطائرة مسيرة من طراز «صماد 3»، إلا أن ذلك لم يكن مؤثراً بالشكل المطلوب، كما أنه لم يأخذ حقه إعلامياً.
وبالأمس تحقق حلم الكثير من أحرار الشعب اليمني، فبعد أن أطلقت قيادتنا التحذير الأخير ولوحت بذلك أكثر من مرة، قامت قواتنا بتوجيه ضربات عسكرية على مواقع حساسة في أبوظبي. ورغم أنها البداية فقط إلا أنها كانت بداية قوية جداً، فخمسة صواريخ باليستية ومجنحة وعدد كبير من الطائرات المسيرة شيء ليس بالبسيط أبداً. وكما هو معروف على استراتيجية قيادتنا الحكيمة متمثلة بالسيد القائد (سلام الله عليه) فإن الضربات تتم بشكل تصاعدي، وكما انتقلنا من مرحلة توازن الردع الأولى تدريجيا حتى وصلنا إلى الثامنة فلا شك أن القادم سيكون أشد وأنكى بالنسبة للإمارات.
الجدير بالذكر هنا هو أن قائدنا صبر كثيرا ولم يوجه باستهداف الإمارات بضربات موجعة، واستمرت ضرباتنا مركزة على العمق السعودي، وجميعها رسائل تحذيرية وليست تدميرية، وهذا لأن الإمارات لا ولن تتحمل الضربات مثل السعودية، واقتصادها كله مبني على الأمن والأمان، والضربات الحيدرية ستجعلهم في خبر كان، فهم غير قادرين على امتصاص كل الضربات، وسيغادر رأس المال والمستثمرون من الإمارات، وهذا ليس هدف قائدنا، فلا الإمارات ولا السعودية أعداءنا كبلدان، وإنما حكامها من صهاينة العرب هم أعداؤنا، وهي بلدان عربية ومسلمة، وأي خسارة تقع فيها هو أساساً خسارة للأمتين العربية والإسلامية، لذلك أطال قائدنا الانتظار فيما يخص الإمارات حتى فاض الصبر وأصبح التدخل الإماراتي واضحاً ومكشوفاً من خلال ما فعلته مؤخرا بنقل قوات العمالقة من الساحل الغربي لمواجهة الجيش واللجان الشعبية في شبوة. كما لا ننسى أن الإمارات سبق أن تجرعت ضربة «توشكا صافر» قبل خمسة أعوام، والتي راح ضحيتها أكثر من ستين قتيلاً وجريحاً، وبعدها أعلنت انسحابها، إلا أنها استمرت تراوغ ظناً منها أنها قادرة على خداعنا، وفي نفس الوقت لا ننسى أن اقتياد واغتنام السفينة الإماراتية «روابي» بما فيها، أيضاً ضربة موجعة.
إن استهداف قواتنا لمطاري أبوظبي ودبي لا يعتبر استهدافاً لمطارات مدنية، لأن الإمارات تستخدم المطارات لأغراض عسكرية، وبهذا تكون قد أسقطت حصانتها الدولية، وعندما قصفوا مطار صنعاء مراراً وتكراراً كانوا يبررون القصف بأننا نستخدمه لأغراض عسكرية، وهذا كذب، لكنهم حتما يستخدمون مطاراتهم في أغراض عسكرية متعددة، منها مرابض ومدرجات الطائرات الحربية ومنها نقل عسكري (معدات وقوات برية) ومنها تزويد طائرات حربية بوقود وما إلى ذلك من الاستخدامات العسكرية، وهم لا ينكرون ذلك، وبالتالي هم من أسقطوا مدنية مطاراتهم، وفي المقابل ادعوا كذباً أننا نستخدم مطارنا لأغراض عسكرية، بينما طائراتنا المسيرة لا تحتاج إلى مدرجات كطائراتهم الحربية، ولو كنا نريد ضرب أهداف مدنية فهناك أهداف أقرب وغير محمية وما أكثر مولاتهم وأبراجهم الزجاجية!
عموماً، الكرة الآن في ملعب الإمارات؛ إما أن توقف عدوانها بكل أشكاله وتنسحب من الجزر وجميع المناطق اليمنية التي تتواجد فيها، وإما أن تستمر في حماقتها، وحينها لن تسلم من ضرباتنا في عمقها الاستراتيجي، فقد بدأ اليوم العد التنازلي، والقادم أشد وأنكى على المعتدين بإذن الله تعالى.

أترك تعليقاً

التعليقات