ما بعد «روابي»!
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
الشيء الأكثر أهمية من عملية اقتياد السفينة واغتنامها بما فيها هو ما سيحدث لاحقاً بشأن الحدث نفسه، أي أن ردود فعلنا وطريقة تعاملنا مع الموضوع مهمة جداً، حيث سنكون أمام خيارات متعددة.
سيعرض تحالف العدوان تنازلات أثمن وأهم من السفينة مقابل إعادتها على ألا يتم الإعلان والإفصاح عن تفاصيل المقايضة بحيث يبدو الأمر أننا أعدناها بعد أن هددوا وتوعدوا، وهنا سيظهرون أنهم تعاملوا مع قراصنة وليس مع دولة اعتدوا عليها وانتهكوا سيادتها.
سيقدمون تنازلات كبيرة مقابل إعادة السفينة بهذا الشكل، لأن استمرار احتجازها يثبت أن الواقعة تعكس انتصاراً عسكرياً مذهلاً، وأن العملية تمت في إطار الرد المشروع والمكفول قانونا، أما عند إعادتها بشكل يوحي بأنه استجابة للتهديدات فسيتوفر لديهم عدة سيناريوهات لإقناع العالم بأن ما حدث ليس انتصاراً يمنياً وليس تصرفاً قانونياً، وبالتالي ليس هزيمة لتحالفهم.
يسعون بكل جهد لاستعادة سمعتهم التي لطخها أبطال اليمن بغض النظر عن القيمة المادية للسفينة، فهناك قيمة معنوية، وهي لا تخص الإمارات أو السعودية وحسب، وإنما تخص دولاً عظمى تتواجد بوارجها الحربية بكثافة في المنطقة، فما هي القوة التي جعلت هذه البوارج تعجز عن إنقاذ السفينة؟
إنها قوة الإيمان والحكمة، وهي أيضاً قوة الموقف والقضية التي نقاتل لأجلها، فلا جيشنا ولجاننا مرتزقة ولا قادتنا من خونة وبائعي الوطن.
تمثلت الحكمة في اقتياد السفينة بطريقة تجعل البوارج الحربية تعجز عن التصرف، فإذا ضربت حتما ستصيب السفينة، نظراً للمسافة الصفرية بينها وبين القارب الذي اقتادها، فما كان منهم إلا أن تحولوا إلى مشاهدين لأعظم مشهد بطولي رأوه في حياتهم.
وبفضل الله وتأييده انتهت العملية بنصر عظيم، ومني تحالف الشر والظلام العالمي بخزي كبير، نعم لقد هزمنا تحالفاً عالمياً، ودسنا على هيلمانه الزائف، وأقول عالمي، لأننا لا نقاتل السعودية والإمارات فقط، وهذا معروف، وقد قالها ترامب بكل وضوح “لو رفعنا أيدينا عن السعودية لسقطت خلال أسبوعين”.
إذن، هو عدوان عالمي ليس فقط من ناحية عدد وحجم الدول المشاركة فيه بشكل مباشر، وإنما أيضاً من ناحية عدد الدول المتواطئة مع التحالف الشيطاني بشكل أو بآخر، بما فيها الدول الصامتة عن كل جرائم ومجازر وانتهاكات العدوان المستمرة منذ 7 أعوام بحق الشعب اليمني، وببشاعة لم يسبق لها مثيل.
وبالعودة إلى موضوعنا فما بعد العملية لا يقل شأناً عن العملية نفسها، ولدينا ثقة كاملة بأن قيادتنا الحكيمة ستستثمر الحدث بأفضل ما يمكن.

أترك تعليقاً

التعليقات