ما بعد العروض ليس كما قبلها
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
عندما نقارن بين ما قاله السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأخيرة التي ألقاها بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر، مع ما شاهدناه في العروض المهيبة وتلك الأسلحة الفتاكة التي لم تدخل الخدمة بعد، فإننا نستنتج عدة نقاط، من أهمها:
1ـ استثمر السيد القائد ومن معه من المخلصين (سلام الله عليهم أجمعين) فترات الهدنة لتحقيق هدفين، وهما: تصحيح أي اختلالات عسكرية في الجانب الجهادي، وتطوير التصنيع الحربي ليشمل منظومة دفاع جوي ورادارات لكشف وتعقب المخاطر الجوية، ومنظومة دفاع بحري من صواريخ وزوارق وألغام، ومنظومة جديدة من الصواريخ البالستية وكذا الصواريخ المجنحة. وقد كان ذلك عملاً جباراً لا يستهان به ويستحق انشغال السيد القائد بشكل كلي وعدم الانشغال بغير ذلك حسب ما يريد ويأمل العدو.
2ـ لم يكن القائمون على السلطة والجانب الإداري بقدر الثقة التي منحهم إياها قائدنا. وكذلك لم يكن هناك تفريط كامل. فمثلاً ما حدث بشأن محاربة ومكافحة الفساد والفشل والإهمال والظلم كان ولا يزال لا يذكر، بل إن ما حدث كان داعما وحامياً للفاسدين والفاشلين والظلمة، وكان التوجه عكسياً، وهناك نجاحات في مجالات أخرى، كالنجاح المبهر للجنة الزراعية السمكية، بمعنى أن النجاح والفشل فيما يخص الجانب الإداري ومؤسسات ومرافق الدولة كان بنسب متفاوتة.
3ـ بعد أن وصلنا إلى هذه المرحلة عسكرياً، بفضل الله عز وجل، فإن جهود المخلصين ستتوجه نحو الوضع الحكومي، ولكم أن تتخيلوا كيف ستكون النتيجة بالمقارنة مع ما أنتجه الجانب العسكري والجهادي في ظل العدوان والحصار وشحة الإمكانيات والمؤامرات والمكائد الخارجية والداخلية، فكيف سيكون الوضع الحكومي؟! لاسيما وأن التصحيح فيه متاح وميسر ولا يحتاج إلى أكثر من إرادة القيادة ونوايا طيبة وإخلاص ومثابرة، وهي الصفات التي كانت ولا تزال متوفرة فيمن اجترحوا المعجزات التي جعلت زعيم الشر العالمي (بايدن) يهرع ليصرح بدعم تمديد الهدنة، كما جعلت مندوب وممثل رأس الشيطان يصرح بأن ملف المرتبات يجب أن يشهد تقدماً سريعاً جداً؛ كل ذلك لأنهم يعلمون أن الهدنة لن تمدد مرة أخرى إلا بشروط جديدة مدونة بوضوح ومزمنة، وأن أي تنصل عن التنفيذ يعتبر إلغاء للهدنة، وهذا له مآلات تؤرق تحالف الشر وتجعلهم يعيشون في حالة قلق دائم.
وبمعنى آخر: لقد وصلنا، بفضل الله تعالى ثم بفضل حكمة السيد القائد وجميع المخلصين، إلى المرحلة التي بات فيها العدوان الكوني يعرف أنه سيخسر جراء استمرار العدوان أكثر مما سيجنيه، وهذه هي اللحظة التي كنا نريد الوصول إليها، باعتباره عدواناً قذراً يقوده منحطون وسفلة لا يعرفون غير لغة القوة والمصالح، ومعادلتهم الوحيدة هي الربح والخسارة، وإن كانت أسلحتنا السابقة جعلتهم يهرولون نحو طلب الهدنة، فما الذي ستفعله الأسلحة التي تم الكشف عنها مؤخراً إلى جانب المنظومات الجديدة الفتاكة؟!
اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرضا.

أترك تعليقاً

التعليقات