بداية النهاية
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
حسب ما ورد، «يطلب تحالف العدوان تقسيط وتجزئة صرف المرتبات السابقة» من باب المرونة حد قولهم. وقد غرد الأستاذ حسين العزي بألا بأس بذلك، وأردف قائلاً إن موافقتنا على هذا يعتبر قمة المرونة، وهذا صحيح، وملاحظتي الشخصية بهذا الشأن هي ألا تزيد فترة دفع المرتبات السابقة عن ستة أشهر، بحيث يتم شهريا صرف راتب الشهر نفسه مع سدس المرتبات السابقة، مع الضمانات الكافية لانتظام الصرف شهريا في كل الأحوال، وأن يكون الصرف بسعر الدولار وقت انقطاع المرتب، بمعنى أن الذي مرتبه ستين ألف ريال يستلم مرتب شهر حاليا بما يساوي ثلاثمائة دولار، للتوازي مع القيمة الشرائية وقيمة الريال المتدهورة بسبب استهدافهم وحربهم لعملتنا تنفيذا لأوامر أمريكا.
والبدء بتوريد عائدات الصادرات النفطية والغازية إلى البنك المركزي في صنعاء كمتطلب أساسي للتعافي الاقتصادي وتحسين الحالة المعيشية والخدمية للمواطن، وإقامة المشاريع التنموية الملحة والضرورية والطارئة، كون عجلة التنمية متوقفة، بل ومتدهورة منذ ثمانية أعوام بسبب العدوان وحربه الاقتصادية وسياسة تجفيف الموارد المالية.
وأهم ما في الموضوع هو الضمانات وإدراج نقطة تنص على أن أي تنصل أو اختراق أو عدم تنفيذ أي نقطة من الشروط يعتبر إلغاء للهدنة. كما نرجو ألا تزيد فترة الهدنة عن شهرين يتم خلالها مناقشة القضايا الإنسانية التي لم تدرج ضمن الاتفاقات، بحيث ننتهي من حلها ونتجه نحو المفاوضات النهائية وصولاً إلى السلام العادل والمشرف.
ولاحقا هناك نقاط بشأن المرتبات تناقش ضمن المفاوضات النهائية، مثل التسويات وفوارقها التراكمية المستحقة والتعويضات لمن انقطعت مرتباتهم وما إلى ذلك من أمور متعلقة بملف المرتبات إلى جانب الملفات الأخرى المرحلة التي لم تحل سابقا.
فحتى الآن ما زلنا في مرحلة الهدنة الصامتة التي ستنتهي في أي لحظة، حيث لم تندلع أي عملية عسكرية منذ انتهاء فترة الهدنة.
وأعتقد أن المفاوضات الحالية لن تطول، وأن الفترة التالية، وتحديدا بعد المولد النبوي الشريف، ستشهد كثيرا من المتغيرات الداخلية والخارجية، وسيتم حسم مسألة الهدنة إما بالتمديد وفق الشروط الجديدة وعلى رأسها صرف المرتبات السابقة وضمان انتظام صرفها باستمرار، وإما تعود المعارك وصولا إلى النصر المبين بإذن الله تعالى.
وبكل صراحة أقولها: كانت ولا تزال لدى تحالف العدوان فرصة ذهبية قد لا تتكرر، لاسيما وأن مطالب وفدنا الوطني مشروعة وقانونية، بل إنها تشكل لتحالف العدوان طوق نجاة؛ لأنك عندما تقول للعدو: إن أردت أن تجنب منشآتك الحيوية الدمار الشامل فعليك أن تصرف المرتبات التي تسببت في قطعها وتوقفها، وتفتح المطار الذي أغلقته بدون وجه حق وبلا مبرر قانوني، وأن تتوقف عن احتجاز سفن الوقود الحاصلة على تصريح بعد تفتيشها، فأنت في حقيقة الأمر تطلب منه أن يتوقف عن مخالفة وانتهاك القانون، وبهذا تكون قد أنقذته من تراكم ملفات إدانة بجرائم حرب ومقاضاة دولية ولو بعد حين، حيث إن قطع المرتبات على فئة وشريحة واسعة من الشعب اليمني يعتبر انتهاكا صارخا للقوانين والأنظمة، وكذا فيما يخص الرحلات الجوية وإغلاق المطارات هو أيضاً انتهاك للقوانين المتعلقة بحقوق الإنسان وحرية التنقل، والشيء نفسه بشأن التعسفات في احتجاز سفن الوقود.
مع العلم أن طوق النجاة لا يتمثل فيما ذكرناه فقط، بل إنه نجاة أيضا من بأس رجالنا ونكال سلاحنا، وهو أيضا نجاة من الخزي والعار لتحالف الشر والظلام العالمي، فمن باتوا اليوم في حيرة من أمرهم ويستنجدون متوسطين بكل أصدقاء الأنصار ليس السعودية والإمارات فقط، بل هو تحالف وتكتل عالمي بقيادة أمريكا، والخروج بما تبقى لهم من ماء وجه أفضل من الوصول إلى لحظة رفع الراية البيضاء، لاسيما بعد التصريحات الأخيرة لوزير دفاعنا والتي تشير إلى قرب استئناف عمليتي «كسر الحصار» و»إعصار اليمن» بالتوازي مع عملية إغراق البوارج التي تحاصرنا في البحرين الأحمر والعربي وكثير من المفاجآت المرعبة.
هناك حسابات يجب أن تتم بعيدا عن حساباتكم التي ارتكزتم عليها قبل ثمانية أعوام، فيمن اليوم غير يمن الأمس، بفضل الله عز وجل وبفضل السيد القائد وكل من معه من المخلصين سلام الله عليهم أجمعين.

أترك تعليقاً

التعليقات