أسباب الإخفاق المالي والإداري
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -

الأستاذ أحمد المؤيد، عضو لجنة الحوار الوطني، سأل عن سبب الإخفاق المالي والإداري لحكومة الإنقاذ، فكانت إجابتي له بأن الأسباب كثيرة أهمها الشراكة التي فرضت أشخاصاً منهم الفاسد ومنهم المندس والوصولي، ولنا في جابر عبرة، وثانيا قلة الخبرة الإدارية والكفاءات في أوساط الأنصار، وبإمكاني هنا أن أسرد عشرات الأمثلة عن أشخاص في مناصب أكبر من حجمهم بكثير، وعندما سألت عن أسباب تعيين بعضهم قالوا بأن "فلان مؤمن" وهذا مطلوب أكثر من الكفاءات التي تلقينا منها صفعات، فكانت إجابتي لهم بأن لديكم حلين: الأول هو أن تؤهل هذا المؤمن إدارياً، والثاني هو أن تثقف وتوعي ذوي الخبرات والكفاءات إلى أن يصبحوا مؤمنين حسب وجهة نظركم، أما نحن فنرى أنفسنا مؤمنين بالفطرة منذ خلقنا الله ولله الحمد واستمر إيماننا وإخلاصنا لله عز وجل وللوطن ولهذا مواقفنا من العدوان ثابتة كالجبال رغم كل الإغراءات ورغم المعاناة وأنا هنا أتحدث عن مشكلة بغرض التصحيح وليس التشويه، ورغم أن كل من هو ضد العدوان قولا وفعلا يعتبر من الأنصار أو على الأقل مناصراً لهم كونهم الأساس الذي بنيت عليه مقاومة العدوان فمن موقفه وفعله ضد العدوان من الطبيعي أن يكون مع كل من هم ضد العدوان ومع الجماعة الراعية والمسؤولة والتي تدير المعارك، لكن بالنسبة للقرارات فهي محصورة على المقربين من المعنيين...
 وللأسف لا يتم مراعاة المعايير الإدارية الصحيحة، وكثير من المبدعين المطلوبين لإدارة المرحلة ومن تم تهمشيهم سابقا نظرا لمبادئهم وعدم خنوعهم وخضوعهم للنظام السابق بشقيه والنظام الذي يليه في حكومة الوفاق الوطني لا يزالون في بيوتهم أو في مناصب تافهة رغم كفاءتهم ووطنيتهم وخبرتهم ونزاهتهم. ثالثاً هناك كفاءات موجودة في حكومة الإنقاذ وأشخاص بقدر المسؤولية لكنهم انقسموا إلى قسمين: قسم طعم الفلوس والسلطة وانحرف عن المسار، وقسم وجد نفسه يسبح ضد التيار ويكافح بشكل منفرد ولم يجد تعاوناً بل تعرض لمضايقات وعرقلة فشعر باليأس والإحباط، ولم يبق ممن يعمل بإخلاص وصدق إلا من كان قوي إرادة وعزيمة وإيمان، وهم قلة. أما فيما يخص الفساد المالي فهناك مبالغات وكلام عام... وعندما وجهت نفس سؤال المؤيد للكثير من أصحاب الشأن قالوا بان الجبهات تشغل بال صاحب القرار أكثر من أي شيء آخر، وأننا في مرحلة تمحيص واختبار ورصد وتجميع ملفات ومعلومات وبموجبها ستتم الغربلة، وأن الفترة القادمة ستكون للأفضل والله أعلم... هذه وجهة نظري ومن لديه اعتراض على فقرة أو إضافة فليتفضل ليدلي بدلوه.

أترك تعليقاً

التعليقات