صادق الوعد
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
عملية كسر الحصار الأولى هي الترجمة الفعلية لما قاله سيد الثورة والجهاد (حفظه الله) حين قال: «لن نقبل كشعب يمني أن نُقتل وأن يعمل الآخرون على إماتتنا جوعاً، وأن نبقى مكتوفي الأيدي خانعين أذلاء. في اليمن، هذا غير وارد».
ففي الآونة الأخيرة، وبالتزامن مع الهزائم العسكرية التي تجرعها العدوان الكوني على اليمن مما تسبب له بخسائر مادية وبشرية فادحة، قرر العدو الحقير تشديد حربه الاقتصادية وسياسة التجويع وتجفيف الموارد المالية لتجويع الشعب اليمني لتركيعه.
صحيح أن هذه الحرب الاقتصادية اللعينة ليست بجديدة؛ إلا أن العدوان شدد وأمعن مؤخراً في اتخاذ خطوات تصعيدية في إطار حربه الاقتصادية. فمثلا عند مقارنة ما تم الإفراج عنه من سفن الوقود المحتجزة من قبل العدوان والموجودة أمام سواحل جيزان، وتحديداً في المنطقة المسماة «السجن البحري»، نجد أن العدوان أفرج في العام 2020 عما نسبته 49 ٪ من الاحتياج الفعلي، بينما في العام 2021 لم يفرج سوى عما نسبته 4 ٪ فقط من الاحتياج الفعلي وهذا الفرق المهول يعتبر مؤشرا إلى إمعان العدو في قتل الشعب اليمني.
إضافة إلى ذلك اتخذ العدوان وسائل أخرى إلى جانب الحصار والقرصنة البحرية التي يمارسها، حيث عمد من خلال أدواته ومرتزقته إلى وضع العراقيل أمام قاطرات النفط القادمة من عدن، إذ تمر القاطرات بأربع محافظات، وهي أبين وشبوة والجوف ومأرب، بينما كان بالإمكان أن تمر من عدن إلى تعز بشكل مباشر، ولكنهم تعمدوا إطالة الطريق لتزيد الإتاوات والمبالغ المأخوذة من أصحاب القاطرات في النقاط العسكرية التابعة للمرتزقة بدون وجه حق وخارج إطار القانون، مما تسبب بأزمة خانقة سببها الأول والأخير هو العدوان وأدواته، وهذا يعني أن هناك إمعانا وتشديدا في قتل الشعب اليمني، وكأننا نتعرض لإبادة جماعية.
لذا جاءت عملية «كسر الحصار الأولى» التي نفذتها قواتنا المسلحة في العمق السعودي، واستهدفت فيها منشآت أرامكو في الرياضِ ومنطقتي جيزان وأبها، وستستمر مثل هذه العمليات إلى أن يتم رفع الحصار الظالم بشكل نهائي، وبالتالي فإن قرار تنفيذ العملية كان موفقاً جداً، وجاء في الوقت المناسب.
هناك نجاح كبير في اتخاذ القرارات العسكرية، سواء في إطار الجبهات ومعارك الداخل، أم في إطار استهداف عمق دول العدوان. ومتخذ القرار العسكري اليمني تفوق على غرف استخباراتية وغرف عمليات وعشرات المستشارين والخبراء العالميين. ألا تخطئ ولو لمرة واحدة طوال سبعة أعوام في اختيار الهدف زماناً ومكاناً ونوع السلاح المستخدم فهذا معناه أن هناك سراً عظيماً في قيادة هذه المعركة، وهنا تتجلى عظمة التأييد الإلهي.
فيا ربي لك جزيل الحمد والشكر.

أترك تعليقاً

التعليقات