خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -

لو أنه تم الترويج الإعلامي بنفس الشكل المكثف والبشع بأن كورونا خطير جداً على قصار القامة، لكان جميع المتوفين قصاراً، لكننا ركزنا على من تريد أنظمة أمريكا وأوروبا التخلص منهم (كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة)، كونهم يشكلون عالة على تلك الدول، ويكمن تأثيرهم بما تنفقه الدولة عليهم من رعاية صحية وغذائية دون أن يكون لهم أي دور إنتاجي، وقد دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بأن هذه الفئة تتزايد وستسبب عجزاً في موازنات هذه الدول ومشاكل اقتصادية وأخرى عسكرية، فكان أغلب المتوفين منهم، حتى إن مراكز رعاية كبار السن كانت أكثر الأماكن التي اجتاحها الوباء رغم أنهم معزولون ومحجورون بشكل تلقائي، ولكن انتشار الوباء في أوساطهم كان متعمدا للسبب الذي تم ذكره سابقا، فلا تجعلوا طمأنتكم لغيركم تقتل فئة معينة.
وعلى سبيل المثال عندما نقول إن الوباء غير خطير ولا يقتل إلا كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، فنحن في حقيقة الأمر أسهمنا بشكل أو بآخر بقتل هذه الفئة، ولو أننا طمأنا الجميع دون استثناءات وأيدنا ذلك بأمثلة حية حول من تعافوا من هذا الوباء رغم كبر سنهم ومنهم من كان بعمر 103 أعوام ومنهم 113 عاماً وآخرون بأعمار مختلفة فوق سن الـ70 ومصابون بأمراض مزمنة، لكان الوضع والحال مختلفاً، لكننا ومنذ بدء الوباء حين نروج عن دون قصد بأن الوباء قاتل لهؤلاء، فكانت أبسط نزلة برد لأحدهم تقتله بعد يوم أو يومين من الإصابة، ذلك لأن العامل النفسي هو الذي قتلهم.
لا أدري ما الذي جعلنا ننجر دون وعي وتفكير وراء تلك الأكذوبة الحقيرة والبشعة التي استهدفت آباءنا وأمهاتنا وكل كبارنا الذين نرى فيهم الخير والبركة والحكمة والنقاء.
فلنصحح موقفنا وخطابنا بما هو حقيقي وصحيح ومثبت علميا وعمليا، وهو أن هذا الوباء غير قاتل أبدا، وهذا هو السبب الذي جعل منظمة الصحة العالمية توصي بعدم تشريح جثث المتوفين، ونشرت كماً هائلاً جدا من الإشاعات المتعلقة بكيفية التعامل مع جثث المتوفين، لدرجة أننا ظننا طوال الفترة السابقة أنه يتم حرقهم ولا يستطيع أحد من أهاليهم أو ذويهم دفنهم، هذه الإشاعة وغيرها كانت ضمن برنامج ممنهج ومدروس الهدف منه التخلص من أكبر عدد من البشرية.
كل ما سبق لا يعني التهاون والتهوين والاستهتار، فللأسف البعض تصل عنده مرحلة الطمأنينة إلى إنكار وجود الوباء والاستهانة به، وبالتالي عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
لا تهوين ولا تهويل

أترك تعليقاً

التعليقات