الفرق واضح
 

خالد العراسي

خالد العراسي / لا ميديا -
بعد عودة حكومة الفنادق إلى عدن زاد سعر النفط ومشتقاته، وهذا يعني ارتفاع جميع الأسعار، باعتبارها مرتبطة بالنفط ووسائل النقل، وزادت الإجراءات القمعية للمتظاهرين، ويقول الأهالي إنهم يتوقعون كل ذلك، لأن هذه الحكومة هي التي تسببت بكل الكوارث الإنسانية التي تعيشها البلاد، فهم من طلبوا طباعة العملة عند كل أزمة مالية مما زاد الطين بلة، وهم من ينهبون أهم وأكبر الإيرادات وعلى رأسها عائدات النفط المصدر وقيمة مبيعات النفط والغاز المحلي، وهم أيضاً من اتخذوا كل الإجراءات التي أدت إلى ما يعيشه اليوم أبناء المناطق المحتلة باعتبارها حكومة معترفاً بها دوليا، وكل الإجراءات تتم عبرها، وصحيح أنهم ليسوا أصحاب قرار إلا أنهم أداة ومطية لدول العدوان ضد شعبهم مقابل مصالحهم الشخصية، فما الذي سيفعلونه وهم في عدن؟! وكيف يمكن للجاني أن يتحول إلى معالج للأوضاع التي تسبب بها هو؟! فهذا غير منطقي إطلاقا!
ولهذا ازدادت الأوضاع سوء وسيستمر التدهور إلى أن يتم طرد الاحتلال وأدواته. أما عن الحلول المؤقتة التي اتخذتها بريطانيا عبر أدواتها فهي الكارثة الكبرى، حيث تم إطلاق الأرصدة المجمدة وإعطاء صلاحية سحبها والتصرف بها لأفسد وأفشل حكومات العالم، وهذا أمر متعمد وليس ناتجاً عن سوء تقدير أو عدم معرفة، فالمطلوب هو أن تستمر الأوضاع في التدهور ويصل الاقتصاد إلى الانهيار الكلي والشامل وتعم الفوضى، فالإجراءات المتخذة، سواء فيما يخص القرض أو إطلاق الأرصدة اليمنية المجمدة في بريطانيا، ليست معالجات وإنما عملية إغراق وتحميل أعباء والتزامات جميعها ستثقل كاهل المواطن، وتجعله يعيش أسوأ الكوارث الإنسانية عالميا لمدة طويلة جدا ما لم يتم دحر العدوان وأدواته وإيقاف إجراءاتهم التدميرية. ولكم في استقرار الدولار في مناطق جغرافيا السيادة الوطنية عبرة. كما لا يخفاكم ما تم في مديريات شبوة التي تم تطهيرها مؤخرا، حيث زارها فور تطهيرها محافظ البنك المركزي، القائم بأعمال رئيس اللجنة الاقتصادية هاشم إسماعيل بتوجيه من السيد القائد (حفظه الله ورعاه) وفي الزيارة قام بطمأنة الأهالي بشأن العملة والأسعار وأعمالهم وتجارتهم والحالة المعيشية، حيث سبق أن وضعت اللجنة الاقتصادية العليا خطة وبرنامجاً مكوناً من عدة محاور بهدف التخفيف من المعاناة، وتم تكليف فريق عمل ميداني لترتيب الأوضاع المالية والاقتصادية وفق عدة إجراءات ستؤدي إلى الاستقرار خلال شهرين بإذن الله تعالى، وكان ذلك بمثابة الانتصار الاقتصادي إلى جانب الانتصار العسكري. كما قام المدير التنفيذي لشركة النفط بتزويد المحافظة بالنفط ومشتقاته. أيضاً تمت إعادة الخدمات إلى المديريات المطهرة التي قام المرتزقة بقطعها بعد تطهيرها، وكان ذلك بإشراف مباشر من محافظ محافظة شبوة.
وهنا يكمن الفرق بين من يعمل للوطن وللشعب، ومن باع الشعب وخان الوطن. فهناك من عودته تزيد الطين بلة، وهناك من قدومه بشرى خير.
هناك من يختبئون كالجرذان خوفا من الاحتجاجات الشعبية، كونهم المتسبب الرئيسي في تجويع وإفقار الشعب، وهناك من يتوجه فورا إلى المحافظات والمديريات التي تم تطهيرها، رغم مئات الغارات وكل المخاطر، ليعمل على استقرار الأوضاع وترتيبها بما يخدم المواطنين ويحسن أوضاعهم المعيشية.
هناك من يفكر ويخطط ويعمل لتخفيف معاناة الشعب، وهناك من لا هم له غير أرصدته وثرواته التي جناها نظير خيانته.

أترك تعليقاً

التعليقات