رثاء الدستور
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
شابٌّ في الحادية والعشرين أكمل الثانوية العامة قبل سنوات، سألته: لماذا لم تكمل تعليمك؟ قال: والدي عنده فشل كلوي، كمل ينفق بياض النهار وسواد الليل في الأنين والبكاء ولم يشرّف السيد عزرائيل حتى اللحظة، ولي أختان إحداهما تزوجت نذلاً من أنذال خلق الله فطلقها لها ثلاثة أولاد، فاضطررت كما ترى أعمل بهذه البوفيه من ثماني صباحاً حتى العاشرة مساء، يعاملني المعلم معاملة طيبة خاصة بعدما عرف ظروفي، إلى درجة أنه يسمح لي أن آخذ ما بقي من طعام الزبائن لأسرتي.
ومساء أمس ركبت باص «بغداد – هائل»، فاستوقف الباص طفلاً في عمر إحدى عشرة سنة «نكد»، فركب معنا وفي حضنه جوارب وكاد من غشيان النعاس يهوي إلى الخارج، فحاولت أوقظه أكثر من مرة فقلت في نفسي: لعل هذا الصبي يكدح على أسرة تنتظر ما يجلبه من بضعة أقراص خبز يقيم أودها. وعندما أسأل كثيراً من الشباب لم لا تكملوا تعليمكم يكون الجواب واحدا، وهو: نعول أسراً. فبقوتهم التعليم والدستور اليمني يخرج لهم وهيئة الزكاة والتجار مصاصو الدماء لا سامحهم الله، ألسنتهم، ما دام أولادهم في نعيم مترفين بالرسوم الدراسية وصداقة المعلمين الخصوصيين!

أترك تعليقاً

التعليقات