فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لأمور كثيرة امتعض غير قليل من المصريين، قادة جيش ومثقفين ورجال إعلام، من قرار جمال عبدالناصر، الذي رأى أن من واجبه الديني والقومي مساندة ثورة اليمن سنة 62. وكانت هذه المعارضة لصوت جمال تسأل هذا السؤال المرير: هل خلص المصريون من مشكلاتهم حتى يدخلوا في مشكلة أخرى؟! إن مصر تقف أمام أكثر من تحدٍّ، فلما تزال تعاني من مؤامرات استعمارية كثيرة، ليست حرب الاستعمار: بريطانيا وفرنسا والكيان الصهيوني (العدوان الثلاثي على مصر 56م) إلّا واحدة من هذه المؤامرات، فما بالنا نهرع لليمن فنضيف همّاً آخر؟!
سؤال في ظاهره غاية في الوجاهة والمنطق المصريين؛ غير أن هذا السؤال وجد الجواب سنة 73م، عندما أمر القاضي عبدالرحمن الإرياني القوات المسلحة بإغلاق باب المندب أمام الكيان الصهيوني، فكان هذا الإغلاق رافداً من روافد كسر نكسة 67م ومقدمة لإرادة إذلال «الجيش الذي لا يُقهر»!
كان جمال أستاذاً لمادة الاستراتيجية العسكرية، وكانت له نظرة بعيدة خلال تدريسه هذه المادة، وهي أن باب المندب باب من أبواب القرار العربي الإيجابي حين يلم بالوطن العربي خطر أو أخطار!
وما أشبه الليلة بالبارحة! فما يزال هذا السؤال يتكرر في اليمن، يلقيه في المقابل وفي بعض الغرف المفتوحة والمغلقة بعض إخواننا المثقفين والأميين على السواء، وقد غاب عن هذا السؤال أسئلة منطقية أخرى، وهي: أين أهل اليمن من دين الله الذي ربط بين المؤمنين برباط الأخوة الإيمانية «إنما المؤمنون إخوة»؟! وأين هم من الرباط الأخوي الإنساني وهم يرون دولة تجلب خيلها ورجلها لتهدم عمارات من عدة طوابق تدمر على رؤوس الأطفال والرجال والنساء ولما يزال الآلاف منهم تحت الأنقاض حتى اللحظة، كخطوة أولى لمحو شعب عربي مسلم هو شعب فلسطين من قبل صهاينة يهود جاؤوا من أصقاع المعمورة ليطردوا شعباً من وطنه وأرضه وأهله؟! وأين اليمنيون وهم يرون أن صهاينة يهود يخططون ليكون اليمن ضمن الجغرافيا «الطوبوغرافية» التي عنوانها: «إسرائيل من النيل إلى الفرات» وأبعد من ذلك؟! أليس معروفاً عند هؤلاء الحمقى أن الصهاينة اليهود يدّعون أن اليمن جزء من مملكة «بني إسرائيل» وأن دورها قادم؟!
واجب الإعلام والتربية والتعليم تبيان هذه الحقائق، وعلى رأسها أن اليمن بمشاركته في حرب الكيان الصهيوني إنما هو دفاع مشروع عن السيادة اليمنية أرضاً وإنساناً.

أترك تعليقاً

التعليقات