فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
مشكل كبير وخطير هو هذه «العجمة» التي يعاني منها الطالب في مدرسته وجامعته، والأستاذ في كليته، والخطيب في منبره، والقاضي في منصة القضاء، والمحامي في «مغالطته»، وفخامة الرئيس وصاحب الجلالة في كرسي الحكم... وفي القرآن الكريم التفاتة تحفيزية تدفع الإنسان ليتقن جمال التعبير، وبما يشبه الانتقاص والتعريض بالذين لا يحسنون التعبير في ميدان الكلام: «أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِين» (الزخرف 18). معنى الآية: هل يستوي الفصيح القادر على التعبير في موقف من المواقف، وهذا الذي نشأ نشأة مترفة بين زخرف الذهب والجواهر الأخرى في حياته الخاصة والعامة، ولا يستطيع أن يعبر عما في نفسه تعبيراً واضحاً مبيناً؟! 
وكانت حصة «التعبير» -كحصة «الموسيقى» و»الرسم»- ضمن مقررات الابتدائية وحتى الثانوية، ولا نعلم من هو الوزير (الأُمّي) الذي كان له «شرف» إلغاء هذه المواد.
كثيراً ما أهم بمغادرة الجمعة بسبب الخطيب، حتى الذي لم ينشأ في الحلية، لولا أن صلاة الجمعة فريضة واجبة؛ هل أكون صريحاً إلى أبعد حدن والرزق على الله؟!
لن أفجِّر فضيحة إن قلت إن كثيراً من دكاترة الجامعة الاختصاصيين في اللغة العربية لا يُحسنون التعبير، وإن عبّروا لا يعرفون، وإن تكلموا لا يحسنون الكلام ولا يجيدون التعبير.
وكان العقيد القذافي في مؤتمر قمة قد لاسن زعيماً خليجياً، هو «صاحب الجلالة» الهالك عبدالله بن عبدالعزيز، متهماً إياه بأنه لا ينطق العربية بشكل صحيح، مع أن العقيد نفسه في الخصام غير مبين!
يا قومنا أجيبوا داعي الله، فالعربية لغة القرآن الكريم والذكر والخطاب. وأحياناً أنصح الطلاب بعدم الاستماع للراديو والتلفزيون وقراءة الصحف، لما في ذلك من «العجمة»، منتظرين الفرصة للحاق بركب اللغات «الآفروأسيوية» كمرحلة أولى فاتحة لمرحلة الجنسية الأجنبية!

أترك تعليقاً

التعليقات