نصيحة
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
 فرح المرجفون في المدينة -وهم ضمن عدوان غاشم- عندما علا صوت نقد ذاتي تداوله شركاء وطنيون يقفون في خندق الدفاع عن اليمن وطناً وإنساناً، وبدون لف أو دوران عندما طلب رئيس المؤتمر الشعبي العام أن تكون هناك شفافية لإطلاع الشعب اليمني على موارده القليلة ومصارفه الكثيرة وتوفير مرتبات ولو محدودة للموظفين. ولأنه لا تنسيق كافٍ للمواقف، فقد فاجأنا فخامة رئيس الجمهورية بأنه عندما أعلنت ميزانية سابقة رفع أحد الجواسيس هذه الميزانية إلى لجنة العقوبات في مجلس الأمن، وطلب الرئيس أن يكشف هذا المخبر الحقير والعميل الذليل، وحتى الآن صار مجهولاً!
وتأخر فخامة الرئيس طويلاً لإعلان هذه المعلومة، مما جعل المرجفين، وآخرين بحسن نية، يصطادون في الماء العكر، ليتسنى لهم الاستمرار في بث الشائعات التي تعمل جاهدة لخلخلة البنية الداخلية للجبهة الوطنية. فبحسن نية قال أبوراس ما قال، وبحسن نية وغيرة وطنية قال المشاط ما قال.
إن الحكمة تقضي ألا يخرج النقد الذاتي على الجماهير، وأن يفوت الجميع الفرصة على الأعداء بمن يدمن التراخي الذي استمر ثماني سنوات.
إن كثيراً من الإشاعات والإرجافات إنما كانت بمثابة دافع قوي لمزيد من الصمود وكسر شوكة العدوان ومزيد من التفاني في البسالة وتمتين جسور الثقافة الواقعية بضرورة المزيد من الوحدة والتماسك باتجاه تحقيق الإرادة المستقلة والتلاحم الوطني لإنجاز السيادة وتحطيم قرار التبعية والرهان على مصادرة القرار الوطني المستقل والوطن المستقر. ولقد تكبد العدوان مرارة وازداد خيبة عندما أعلن الأخ رئيس الجمهورية من على منبر عمران الحقيقة، والتي تمثلت في أمرين اثنين:
الأول: أنه وجه شخصياً بكتمان موازنة الدولة بعد أن تسربت في فترة سابقة إلى دهليز عقوبات الأمم المتحدة خدمة للأعداء.
الثاني: أن الأمة لما تزل تعيش حالة حرب همجية تعد الأولى على الشعب اليمني. ولقد محت كلمة فخامة رئيس الجمهورية ما علق في أذهان كثير من أبناء «العامة» من سوء فهم وسوء ظن.
إن من أسرار انتصار شعبنا اليمني المظلم هو تماسك القيادة بدفتيها الثورية والسياسية، وواحدية الموقف والإصرار على ألا يظل جدار سد الذرائع شامخاً وصلباً أمام غبار المؤامرة الكثيف، وأعني بذلك خيار التمسك بالأخوة.

أترك تعليقاً

التعليقات