هم العدو
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
عجزت الصحة عن مقاومة هذه الحرب الضروس بين المشافي الخاصة والمواطن الفقير، مع أن المسألة بسيطة لو توافرت الإرادة في مشفى يقع في الخط الدائري مشتق اسمه من «القهر» أسعفت بنت الجيران وطلب إليها غرفة الإنعاش أن تدفع 45 ألفا ورابط الأب والأم والأخ 15 ألف ريال كل ليلة، ولا أحسب أن كل مريض مكتوب عليه أن يمرض في الإنعاش ولكنها الأطماع تعمي وتصم، نكتب الآن كما كتبنا في الماضي عن هذا الابتزاز الرخيص، وقال كثيرون إن وراء ذلك رشوة تمنع اتخاذ إجراءات صارمة ولو كنت الوزير لقمت بفرض تسعيرة كما يفرض على أصحاب «البيعة» و«الثوم» بل لأصدرت توجيهاً بإغلاق هذه المشافي القاتلة.
إن الشعور بالضيق والغضب لا يستطيع أن يتصوره غير والدي فلذة كبد يعقره الموت بينما صاحب المشفى يساعد عزرائيل على أن يستل روح هذا الطفل الذي يفاصله ذلك المشفى على ثمن غرفة إنعاش غير ضرورية، نعم غير ضرورية لأن هذا جائز في غرف «البزنس» الذي شيد منها آكلو لحوم غزة مشافي ضخمة تشبه سجون الاحتلال.
لا توجد مرتبات وإنما توجد أطماع هؤلاء الذين يتنافسون على بناء مستوطنات المشافي الخاصة بعد أن بنوا مخازن علاجية ليس لها من شرعية إلا رخص الرشوة التي تسمح لعلاج فاسد كان أنموذجاً لمخازن الكويت التي تفتح الآن ثغرها شامتة بالقانون الأعوج، قانون النخبة الفاسدة.
لا أحد يعرف شعور هذا الأب الفقير بفعل مرتبات لا تكاد تذكر قطعها السعودي -الإماراتي -الأمريكي الذي يشهد الله على ما يعانيه والد مخذول حين يعود بطفله من حيث جاء مشيعاً بشماتة الأعداء «ملائكة الرحمة» والله من ورائهم محيط!

أترك تعليقاً

التعليقات