فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

سؤال دار في الباص طرحه راكب بعد أن قرأ عنواناً في صحيفة وطنية، هذا العنوان تضمن كلاماً مفاده أن الإعلام في العهد الجديد أصبح يفضح الفساد المالي في عهد النظام السابق. فعلق الراكب القارئ: من يحمي هذا الشخص الذي سيكشف الحقيقة؟ إن من هو قادر على فضح هذا الفاسد أو ذاك ربما سيتعرض للفصل من قبل مديره الفاسد، بل ربما كان هذا الوطني قد سهل لمديره الفاسد وسائل إجرائية تحجب معلومات تدينه هو ومديره في العمل.
إن هذا الأمر لا بد أن تقوم به جهات اختصاص، كالجهاز المركزي (لعدم) الرقابة والمحاسبة، الذي يستلم مرتباً من عدن وصنعاء، ولما غامر هذا الجهاز وقام بفضح اللصوص في جهاز الدولة، صمت بعد أن عرف أن "علي فاسد" وجه بحفظ الملفات مقايضة باستلام مبالغ مليونية على غرار: وأين نصيبي من هذا المال؟ وحاشية "الزعيم" أعلم وأعرف، والأمر متروك ومطروح لأجهزة نشأت بقرار جمهوري، وينبغي أن تكون عند حسن ظن الشعب، وما لم يستطع هذا الجهاز أن يؤدي دوره وفق ما نشأ من أجله، فليُـقَـل أو يستقل هو دليل على احترام هذا أو ذاك الذي لم يستطع أن يقوم بعمله خير قيام.
قبل هلاك "الزعيم" قيل إن هناك ملفات لم تغلق بعد، وجاءت التوجيهات بتوقيف الإجراءات، لسبب بسيط هو ألا هؤلاء الفاسدين من (أوركسترا) فخامته... والذي يعجب منه هو أن "فخامات" و"جلالات" و"سموات" الشرق الأوسط وراء نهب غير مقنن، إذ يقوم هؤلاء المقربون من القسمة بين الطواغيت وبين الجهات المتفق عليها، فكل العالم يصيبه الخرس، فلا يستطيع أن يتفوه بحرف إزاء هول الكارثة، وأقرب مثل هي صفقة "اليمامة" التي كان طرفها السعودي الهالك صاحب السمو الملكي سلطان بن عبدالعزيز، إذ قام الطرف الثاني (بريطانيا) بمنحه جزءاً من الكعكة (ملياراً) نقداً، وطائرة خاصة من طراز "بونيج" ذات طابقين، كما منحت مهندس الصفقة (ولده) طائرة صغيرة وبضعة ملايين. أما في اليمن فعلى المقربين من فخامته أن يدلوا بالحقيقة وعلى الدولة حمايتهم. فخامته قد أخذ الرقم الكبير، وأين الملفات يا أنصار الله؟!

أترك تعليقاً

التعليقات