فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من ينظر في سياسة النظام السابق، نظام القهر المبنطل (اشتقاق من البنطلون) يرَ أعجب من العجب؛ فهذا النظام السابق راعى دواعي الفطرة في حب المال وشهوة جمعه، فأعطى المناصب الخطيرة لهذا الوحش أو ذاك الذي يأكل «الكتف» وبقية أعضاء الجسم مقابل صمته وعدم اعتراضه على هذا العبث أو ذلك الفساد، ولا داعيَ لننظر في كشف الأسماء، فنحن غير قادرين على استرواح الأجساد العفنة، ولا بأس أن نذكر أن النظام السابق قد استطاع وبعبقرية مذهلة أن يخترع مناصب لا وجود لها في القوانين واللوائح للتربّح ونهب المال العام.
كما أفاد هذا النظام ليبقى على حاله ودونما تنغيص من أيٍّ كان، ثم يحول هذه المؤسسة إلى مجموعة مخبرين ليتجسس بعضهم على بعض لتنفيذ سياسة «فرِّقْ تسُدْ»، فعلى سبيل المثال: في السلك الدبلوماسي في معظم دول العالم يوجد السفير ونائب السفير والقنصل العام والوزير المفوض وسكرتير السفارة، وفي سفارة «علي فاسد» يوجد السفير ونائبه، والوزير (المفوض) -بحسب عبدالكريم الرازحي- ونائبه، والقنصل العام ونائبه ووكيله، والملحق العسكري ونائبه، والملحق الثقافي ونائبه، ومساعد الملحق الثقافي ووكيله، والملحق الطبي ونوابه، وسائق السفير ومساعده، والملحق القنصلي لشؤون الختم وشؤون المشتروات، وموظف العلاقات العامة للتوديع في المطارات، والملحق الأمني ومساعده، والمترجم ومساعده، والملحق الموسيقي ومساعده، والسكرتير... الخ!
ولست مبالغاً في هذا الكشف، وإذا أردتم كثير «مجابرة» فاسألوا الخارجية والبنك المركزي وتعزيزات المالية! ولا بأس إن ذكرنا أن التجديد سار على طول التغيير الجذري! ينبغي أن نكون على بصيرة عندما نختار وظيفة تقتضيها الضرورة، لكي لا نكرر سياسة سلبية للوحدة اليمنية، فقد كان «علي فساد» يعيّن من جانبه، وعندما يعيّن علي سالم من جانبه يعترض «فاسد» بقوله: «مع»، وكلٌّ يفسد من جانبه، فلا أحد أحسن من أحد، مما عرض الوحدة اليمنية للخطر والبلد للانقسام والتمزق وجعل هذا البلد مهيأً للزوال... والله المعين!

أترك تعليقاً

التعليقات