فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
المثقف في كل زمان ومكان يطمع ويطمح إلى التغيير والتحرير؛ تغيير المجتمع بما فيه من ضلالات وجهالات، وتحريره من ذل العبودية ووثنية الاستعباد والاستكانة للظلم واستئثار أصحاب السلطة بموارد البلاد والعباد. والشعوب لا تنكر أو لا ينبغي أن تنكر ما للمثقف، والمثقف الحزبي بخاصة، من فضل على هذه الجماعات من أفراد وأعداد، فلقد عانى كثيراً من التهديد والوعيد وعذاب الخشب والحديد، إلى درجة أن يسير مجنوناً فاقد العقل في الشوارع يحدث نفسه أو يحدث الناس الذين غفلوا أو تناسوا جهده وجهاده وأصبحوا لا يعبدون إلا ذواتهم غافلين عن هؤلاء الأبطال الذين قالوا «لا»، حين كانت «نعم» من أسباب الثراء وباباً مفتوحاً على مصراعيه أو «مصاريعه» لتحصيل الأرزاق الحرام. وبضغط من حاجات ضرورية وبأنانية غاية في القبح والهمجية، ودون اهتمام ولاة الأمن/ الأمر، «ارتبش» المثقفون. عبارات فقط - وهي ما نملك، بل أقصى ما نملك، في سبيل المشاركة في الحديث الذي استهل به مواطن أولى خطواته ليدخل حياً يتجه من «الشيراتون» الدائري حين أفشى -بما ليس سراً- بأنه رأى أحد المثقفين الذي ظل فترة ليست شهوراً بل كثيرة في سجن يصعقه بالكهرباء ويغمس جسده بالماء الحار والبارد صيفاً وشتاءً، إحدى آلياته ليعترف (المثقف) بأنه عميل للإلحاد والكفر والإمبريالية  والاستعمار، مخرب ضد الوطن الذي ينعم بالأمن والاستقرار، حين رأى هذا الذي كان مثقفاً عارياً يمشي في الشارع يهذي تارة ويغني ويبكي تارات أخرى على مرأى ومسمع من أهل القرار ومن أهل الفرار من أداء الأمانة الضرورية التي تبرأت منها الجبال والسماوات والأرضون، فحملها هذا الذي همه وكدّه جمع المال الحرام وبالحرام.
إن المثقف المجنون -شفاه الله- قد كفل المجتمع شخصه وأسرته للضياع - ولله الحمد! وللأسف فلقد اعتبر به المثقف العاقل فأطلق -بعضهم- ساقيه للسعودية يبيع بعض قناعاته، فليس من العقل أن يستمر وطنياً، إذ إن «الوطنية لا تؤكّل عيشاً».
والسؤال لم يعد سؤالاً، ولكنه أصبح واضحاً بدرجة فضيحة ينبغي أن يجيب عليه ولاة الأمر أو ولاة التمرد والنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم... اللهم فاشهد!

أترك تعليقاً

التعليقات