فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الزعيم في أي بلد هو الذي يصنع التحولات على مر التاريخ، وكأن هذه التحولات إلهامٌ سماوي لاجتياز مراحل تسير بها الشعوب باتجاه تقدم يخترق به الإنسان مجالات الغيبة والخفاء ليجتلي حياة التقدم البشري الذي يكفل له حياة كريمة. ولا بأس أن نذكر أن هذه التحولات الثورية لها أثمان باهظة تكلف البشرية دماً وعرقاً وجهداً وما لا يستطيع المرء أن يتخيله. والتحول يقتضي بصيرة جماعية تحدد ملامح المستقبل في ضوء افتراضات منطقية حكيمة. والذي يقرأ نظرية التحولات يقف عاجزاً أمام ما تبذله الشعوب من أثمان.
ولا بد ونحن نصنع تحولات في بلادنا اليمنية أن نستضيء بالخبرة التي تعني فيما تعني تراكما معرفيا من الماضي لعمل موازنات ومقارنات ومقاربات وتنبؤات وتوقعات واحتمالات وفرض معادلات ضرورية لنجاح التحول المنشود.
وعادة ما يصدر هذا التحول من زعيم ملهم يستحق القيادة التي تفرضها شواهد مؤكدة، تثبت أحقية هذا القائد أو ذاك. والشعوب لا تحب المغامرة، وإنما يقودها رجل مغامر حكيم ليكون الإمام الذي تصنع الشعوب حركة التاريخ من خلاله.
أقفز على هذه المقدمة إلى مثل بسيط يثبت صدقية هذه الزعامة في عصرنا المعاصر بالزعيم إبراهيم الحمدي، الذي استقامت له الإرادة اليمنية والتفّت حوله الجماهير، وقد هيأها للتحولات، لولا أن إرادة الله الماضية حالت دون التحول، فاختزل زمناً طويلاً دام قرناً بسنوات لم تتجاوز الثلاث. كان يعتقد أن كثيراً من تقاليد المجتمع لا بد أن تزول من الطريق، طريق المستقبل المنشود، ومن هذه الموانع الإثنية «التضادية» بين الدولة والقبيلة، فقام بكسر أول قفل، وهو ألا يحق لأكبر مشايخ البلاد أن يدخل صنعاء إلّا بشرطين، الأول: لا بد من الإذن من الرئيس شخصياً، الثاني: ألا يرافقه أكثر من ثلاثة أفراد بأسلحتهم الشخصية.
قال أحد أصدقائي: ما هي مظاهر زعامة الحوثي؟ قلت له: هذه الخطوة الخطيرة التي قرر السير في طريق الاستقلال، استقلال القرار الوطني، ومن هذه المظاهر هذه الجماهير التي تحتشد بالملايين كلما نادى الحوثي للاحتشاد. ومن أسباب هذا الخروج المليوني الذي عانى مرارة الاضطهاد السعودي، عدو اليمن من القديم والحديث والمعاصر. ومن أولويات هذه الزعامة اجتثاث شجرة القات، التي سوف يشهد اجتثاثها بالزعامة لأي فرد يتصدى لتحولات تاريخية.

أترك تعليقاً

التعليقات