التغيير الجذري.. المفهوم والإجراءات
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
قبل كل شيء علينا أن ندرك جيدا ونفهم ما معنى التغيير والتغيير الجذري والفرق بينهما. فكلمة التغيير لوحدها قد تعني تغيير بعض السياسات أو التوجهات أو بعض القوانين والتشريعات أو التغيير في بعض مواد قانون معين أو التغيير في سلوك معين أو تغيير وجوه معينة أو الإصلاح في مجالات معينة... أما التغيير الجذري بمعناه الحقيقي والصحيح فهو يعني الثورة بكل ما للكلمة من معنى، ثورة على الفساد، والتي تعني تغييرا جذريا شاملا نحو الأفضل، مع القطيعة مع سيئات الماضي، ولنبتعد عن المفهوم البراجماتي الغربي أو التقليدي للثورة بمعنى الهدم والبناء فنكتفي بالبناء فقط ولو من نقطة الصفر دون الهدم، ولنا في ذلك أمثلة ناجحة، ومنها:
نحن بعد ثورة الحادي والعشرين من أيلول/ سبتمبر 2014 لم نعمل على هدم الماضي لبناء قوتنا المسلحة في الحاضر والمستقبل كما عمل الآخرون بعد ثورة 11 شباط/ فبراير 2011، حينما اتفق من قامت الثوراث عليهم ضد الثورة نفسها وتوافقوا على القيام بعملية هدم للقوات المسلحة فقط بعملية هيكلة الهدم دون بناء، وإنما عملنا على بناء قوة مسلحة قوية ومن نقطة الصفر بتوجه جديد وعقيدة قتالية وطنية جديدة، مع الاستفادة من نقاط القوة في القوة السابقة دون اجتثاثها، ونجحنا بفضل الله وتوكلنا عليه وبصدق وإخلاص وإرادة قوية. ويمكن الاستفادة من هذا البناء في التغيير الجذري في إدارة الوضع الداخلي.
 وعلينا القيام بعملية التغيير الجذري الشامل في وضعنا الداخلي وإدارته بالهمة والصبر والثبات والعزم والإرادة والكفاءة وبتوكلنا على الله نحقق النجاح والانتصارات في مواجهة الفساد الموجود في وضعنا الداخلي بنفس الصبر والثبات والعزم والإرادة والقوة والكفاءة التي ندير بها وضعنا في جبهات مواجهة العدوان الخارجي ونحقق نفس النجاح والانتصارات التي نحققها بعون الله وفضله على هذا العدوان الخارجي بأصيله الأنجلوصهيوأمريكي وأدواته التنفيذية الأعرابية السعوإماراتية وتحالفها ومرتزقتها من الداخل والخارج.
ولكن علينا أولا الاعتراف بوجود المشكلة، وهي الفساد في وضعنا الداخلي وقصور إدارته والخلل في أدائه؛ فهذا الاعتراف بوجود المشكلة هو أول الخطوات نحو حلها، ثم تقييم الوضع ودراسته بشكل جيد وإجراء عملية التقويم، وبالتوكل على الله وبالإرادة في اتخاذ قرار التغيير الجذري ومن خلال وضع رؤية وخطة تنفيذية وبآلية واضحة معلنة للشعب ليكون رديفا وداعما قويا للقيادة وعونا وشريكا لها في خطوات التنفيذ الجادة والحقيقية وفي الرقابة للوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة.
وأخيرا فإن علينا أخذ كلام قيادة الثورة بكل جد ووضعه موضع التنفيذ، صادقين مع الله ومع أنفسنا ومع قائد ثورتنا ومع شعبنا في التحرك الجاد والفعال لتحقيق هذا التغيير الجذري في وضعنا الداخلي. وعلينا أن نكون عونا لقائدنا وقائد ثورتنا بسرعة تنفيذ توجيهاته لا تفسيرها أو تأويلها، فهي واضحة ومشروحة بما فيه الكفاية لبدء التنفيذ ولكي نتجنب ما حاق بقوم المختار حينما عصوه ولم ينفذوا توجيهاته، ولنتوكل على الله ولينا ناصرنا نعم المولى ونعم النصير.

أترك تعليقاً

التعليقات