إيران ليست ضمن خارطة الكيان
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
ندرك جيداً أن الأنظمة العربية هي مجرد أدوات تنفيذية لأعداء شعوبهم، جاؤوا بها لتنفيذ مشاريعهم ومخططاتهم، فهذه الأنظمة لا نستطيع القول إنها نائمة أبدا، لأن النائم يستيقظ حتما؛ ولا ميتة، لأن الميت يتم تشييعه ومواراته الثرى ويحل محله آخرون، وهذا ما لم يتم، ولا نقول إنها خائنة، فالخائن يحاكم وينال جزاءه العادل، وهذا ما لم يحصل؛ ولهذا فهي جزء من مشروع أعداء شعوبها وتنفذ أجندتهم، وبالتالي فرهاننا ليس عليها، وإنما على الشعوب التي تحكمها، رغم ما أعملته فيهم من تجهيل.
وعندما نكرر هذه السردية الواقعية قد لا يكون من أجل تشخيص حالة أنظمة الأمة، وإنما من باب تذكير الشعوب بواجبها وما عليها فعله، علها تقارب الأمور والأحداث أقله بطريقة عقلانية وتتحرك كما تتحرك شعوب الغرب، عسى تدرك أن كيان العدو «الإسرائيلي» لا يحتل أراضي إيرانية، بل يحتل أرضاً عربية، وعقيدته التوسع باحتلال المزيد منها، وهو مشروع قديم جديد ومتجدد بإقامة «دولته، من الفرات إلى النيل»، والخارطة التي رفعها رئيس حكومة الكيان لـ«دولته» المستقبلية أمام ما يسمى «الأمم المتحدة» تشمل أراضي دول عربية ليس من بينها إيران، وللأسف برضا معظم أنظمة العرب.
ولذا فإن على شعوب الأمة الخروج من الغيبوبة المفروضة عليها، وإدراك أن تحرير فلسطين وبقية الأراضي العربية المحتلة هو بالمقام الأول مسؤولية العرب، وعليها الوقوف بوجه المشروع الصهيوأمريكي مع حركات المقاومة ومحورها، وأن تدرك أن إيران شعبا وجيشا وقيادة هي صديق وأخ وداعم ومساند لها في مواجهة عدوها كيان الاحتلال، وهي تقدم التضحيات بوقوفها دفاعا عن حقوقها وعزتها وكرامتها.
وعلى الشعوب العربية المغيبة والمحايدة والمدجنة والقابلة أو المهيأة للتطبيع مع العدو أن تسأل نفسها: لماذا أنظمتها وقادتها يعادون كل من يعادي كيان العدو «الإسرائيلي» من دول وحركات مقاومة؟! ولماذا لم تحاول أن تنصر الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للإبادة في قطاع غزة، ولو بالكلمة؟! وكيف تضمن هذه الشعوب الساكتة أنها بعيدة عن خطر الكيان الصهيوني وداعميه (أمريكا والغرب الاستعماري) طالما وهي ضمن الخارطة التوسعية المعلنة صراحة للكيان، تنفيذا لـ«مشروع الشرق الأوسط الجديد»؟! وكيف تستطيع هذه الشعوب حماية نفسها بغير القوة ورباط الخيل والمقاومة والجهاد؟!
إن المعركة قائمة وعلى أشدها، وصراع العرب مع الكيان صراع وجودي، ولينصرن الله من ينصره، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات