آثار الطوفان على الكيان
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
بعد مضي عام على معركة «طوفان الأقصى» في صبيحة الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وبالنظر لما تركته من آثار على كيان العدو الصهيوني المؤقت ماديا ومعنويا وأمنا وأمانا واستقرارا، وعلى حاضر ومستقبل الكيان، وبحسب جل المهتمين والمتابعين والمحللين العسكريين، فإن هذه المعركة قد زلزلت الكيان الإجرامي المؤقت من جذوره وأفقدته الشعور بالأمن، وولدت لديه شعورا يقينيا باستحالة البقاء والعيش على الأرض الفلسطينية العربية المحتلة مطولا، وضربته في مقتل، وأكدت دنو أجله وقرب زواله، وهو ما عكسه حقده الكبير في تعامله مع المدنيين من الأطفال والنساء وكراهيته لهم ووحشيته وجرائم الإبادة بحقهم.
إن هزيمة كيان العدو الصهيوني المؤقت في معركة «طوفان الأقصى» قد خلقت لديه شعورا بالإحباط والعجز وعدم التوازن وعدم إمكانية العيش مع هذه الهزيمة النكراء، وهو شعور يتجدد ويتعاظم مع مرور الوقت ومع ازدياد عدوانه وجرائم الإبادة التي يمارسها يوميا منذ عام بحق أبناء الشعب الفلسطيني والتي تتعاظم مع تعريه وانفضاح كل أكاذيبه التي ساقها بحق أبناء المقاومة الفلسطينية بعد ليلة السابع من أكتوبر المجيد وطوفان التحرير، وبعد استهدافه لقادة المقاومة في فلسطين ولبنان، وهو أقصى ما يمكنه فعله وعدم تأثر الميدان سلبا بذلك في مواجهته، وهو مؤشر قوي إلى خسارته الميدانية للمعركة.
ومن غباء الكيان المؤقت ومن معه من أمريكا والغرب الاستعماري عموما وأنظمة العرب المتصهينة هو أنهم لا يدركون مدى ما يخلقه استهداف القادة على المقاومين من شعور بالثأر لهم والعزيمة القوية على تحقيق ما كانوا يصبون إليه، وأن دماء قادتهم وشهدائهم من رفاقهم هي وقود نصر لا هزيمة، ومقدار ما يخلقه ذلك من تعاظم للوعي لدى المقاومين المجاهدين في الميدان وترسيخ للإيمان بالله والقرب منه والجهاد في سبيله والثقة بنصره وهذا يجعلهم متفانين في أداء المهام الموكلة لهم لكل صبر وثبات في المعركة وفاء وحبا لقادتهم المستهدفين وعاقبة ذلك من الله النصر المحتوم.
وهنا لا يمكن لأحد غير المقاومين المؤمنين بالله المجاهدين في سبيله وهم الواثقون بنصره أن يفهم ما يصنعه الإيمان بالله من معجزات وتحقيق انتصارات ميدانية إعجازية تتحقق على أيدهم وقد مضى عام كامل ونحن لا نزال في حالة مواجهة مع هذا الكيان المؤقت والذي يمضي بعدوانه منذ عام ونيف وهو عدوان بتوجيه وأوامر وقيادة أمريكية وشراكة غربية وأموال خليجية وبتواطؤ وتعاون وتغطية ما يسمى «منظمة الأمم الإجرامية» ومنظماتها ومؤسساتها اللاإنسانية، ولا يوجد مع المظلومين المعتدى عليهم إلا الله وإيمانهم به وعدالة قضيتهم، وهنا نؤكد أن المقاومة باقية وقوية ومعركة الطوفان مستمرة حتى زوال الكيان. والله غالب على أمره.

أترك تعليقاً

التعليقات