ما لا يدركه بنو سعود
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
من اللاسوية، سواء لشخص أو نظام أو سلطة دولة أو كيان، أن يواصل حماقاته، وأن يستمر بظلمه وحربه وإجرامه بحق الآخرين، خصوصا مع تنامي قوة الآخر (المعتدى عليهم) يوما بعد آخر وعاما تلو عام، وبالذات عندما يرى تغير المعادلات والموازين وانقلابها لغير صالحه، ويجد نفسه مهددا بالفعل محاطا بالأخطار ويبقى مرتهنا لغيره ومتفرجا منتظرا مصيره عاجزا أو غير راغب في اغتنام هذه الفرص الممنوحة له من خصمه من أجل نجاته وإنقاذ ذاته من الغرق والهلاك طالما وهو العاجز وسيده عن صنعها أو الإتيان بمثلها مجددا إذا ما نفد صبر الطرف الآخر (المعتدى عليه).
وإن الأشد سوءً وحمقا وغباءً عندما تكون هذه الحرب العدوانية التي ينفذها ليست حربه ولا تحقق له مصلحته ولا لشعبه، كما يفعل نظام كيان بني سعود ومعه نظام دويلة الإمارات، هذان النظامان اللذان ربطا مصيرهما بمصير كيان الاحتلال الصهيوني منذ النشأة، وبالبريطاني المنشئ، والأمريكي الراعي، وهم من أصبحوا عاجزين مثله عن حماية أنفسهم، وهو لشدة ولائه لهم لا يزال يظنهم أقوى دون أن يدرك أن زمن الصهيوأمريكي قد ولى، وأن قوته فارقت قراره وبات اليوم يبني قراراته على خواء قوته وقلة صوابه، وأن الأمريكي قد اتخذ سبيله وقطعه البحرية وحاملات طائراته في البحر هربا.
وما يحدث اليوم لأصيل العدوان الأنجلوصهيوأمريكي في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وفي المحيط الهادئ وصولا للبحر الأبيض المتوسط وبعض موانئ فلسطين المحتلة و"يافا"، والذي أصبح يعيه ويدركه العالم كله، حيث كان الأولى بهذه الأدوات التنفيذية أن تدركه قبل غيرها وهي المعنية به أكثر من غيرها وهي الشريكة في العدوان وجرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة للشهر العاشر، فإذا كانت لا تدرك فهذه كارثة، وإذا كانت تعي وتدرك بشكل كلي أو جزئي وعجزها بسبب تبعيتها يسبق إدراكها أو دورها الوظيفي يحتم عليها الأداء بحسب مهامها الموكلة إليها، فالكارثة مضاعفة، ما لم تدرك الشعوب المحكومة من هذه الأدوات وتقوم بدورها.
لذلك فإن على الشعوب التي تحكمها أنظمة الأدوات النظر لما يحل بأمريكا وبريطانيا وكيانهما اللقيط في البحور والمحيطات، وتدرك حجم المخاطر المحدقة بها جراء عمالة أنظمتها وحماقتها وخيانتها لها، قبل غيرها ولشعوب الأمة ثانيا، ولتراجع تاريخ أنظمتها أقلها منذ أن تبنت هذه الأنظمة الحرب الأنجلوصهيوأمريكي العدوانية على الشعب اليمني وللعام العاشر ومشاركتها لكيان الاحتلال عدوانه على الشعب الفلسطيني وقتل أبنائه في قطاع غزة، وإدراك عواقب هذه الأفعال الإجرامية.
أما الشعب اليمني العظيم فإنه بعون الله ماض في الدفاع نفسه ضد أصيل العدوان وأدواته التنفيذية، وفي إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم المستضعف وكافة الشعوب المستضعفة في الأمة والعالم. وما النصر إلا من عند الله، والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات