أمريكا ليست ما تدعيه
 

د. مهيوب الحسام

د مهيوب الحسام / لا ميديا -
كثير منا لايزال يخلط بين حقيقة أمريكا وبين ما تدعيه، رغم كل التعري الأمريكي المتصاعد بكل وضوح منذ العام 2001 وما تلاه من انكشافات تظهر الفرق بين حقيقة أمريكا وبين ما تدعيه من قيم زائفة.
وهذا ما باتت تراه وتعيه وتدركه جل شعوب العالم، لذا فإن ما ظلت تدعيه أمريكا من قيم عدل ومساواة وحرية وديمقراطية وحقوق إنسان... إلخ هي ادعاءات زائفة لأشياء لا وجود لها حتى في أمريكا نفسها، وهي بعيدة كل البعد عما تعيشه أمريكا منذ النشأة وما يعيشه الشعب الأمريكي حتى اليوم، فما يحكم أمريكا ليس أشخاصاً ولا أحزابا، بل مؤسسات صهيوماسونية مجردة من القيم والأخلاق «الدولة العميقة».
إن أمريكا في الأساس هي بنية استعمارية احتلالية إحلالية منذ النشأة الأولى للاحتلال الانجلوسكسوني الأوروبي لها. وما قاموا به من جرائم إبادة جماعية بحق سكانها الأصليين (الهنود الحمر) يثبت أنها دولة إجرامية فاشية ودولة تطهير عرقي وتمييز عنصري. وما يحدث اليوم بحق مواطنيها السود خير شاهد على هذا التمييز. وهذه هي حقيقة أمريكا الطاغوتية الاستعمارية الإجرامية الاستعلائية الاستكبارية المعادية للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأصدقاؤها هم كل من لا يؤمن بحرية ولا ديمقراطية ولا حقوق إنسان.
ولذلك فإن أمريكا في حقيقتها دولة بل وزعيمة الكذب والافتراءات في العالم، وزعيمة التضليل وتزييف الحقائق، وقائدة الأطماع والإجرام وجرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في العالم، وهي رأس الشر في هذا العالم. وابحث وفتش عن أي شر وجريمة في العالم خلال 200 عام مضت ستجد أن وراءها أمريكا أو يداً أمريكية. فمن أجرم بحق الشعب الياباني وضرب هيروشيما وناجازاكي بالقنابل الذرية الفتاكة؟ ومن قتل الشعب الفيتنامي؟ ومن قتل... إلخ.
أما في القرن الحادي والعشرين فمن أعلن عدوانه على أفغانستان واحتلها وقتل شعبها ونهب ثرواتها؟ ومن أعلن عدوانه على العراق واحتله وقتل شعبه ونهب ثرواته؟ وكذلك ليبيا...؟ ومن يحتل أراضي الشعب السوري وينهب ثرواته؟...
وأخيراً، نتساءل: من يشارك بأسلحته وجنوده وتقنياته العسكرية في جرائم الإبادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة؟ ومن أعلن عدوانه على الشعب اليمني في 26 آذار/ مارس 2015 وجدد في 24 كانون الأول/ ديسمبر 2023 إعلان عدوانه المباشر عليه لمساندته لأبناء غزة... إلخ؟ لذلك فإن حقيقة أمريكا ليست ما تدعيه، وإنما هي عكس كل ما تدعيه. وخير دليل ما يخرج من تصريحات أمريكية بأنها لا تريد توسيع الحرب في المنطقة وهي تمارس من الجرائم كل ما من شأنه توسيع الحرب.
إننا لا نصدق أمريكا فيما تقول وتدعي، ونؤمن بأن أمريكا لم تصدق ولن تصدق، ويجب أن نتوكل على الله ونعد أنفسنا ونعد العدة لمواجهة أمريكا، بعكس كل ما تقوله وتدعيه. وما النصر إلا من عند الله والعاقبة للمتقين.

أترك تعليقاً

التعليقات