مصر بين داعش والسيسي
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا

من اعتز بغير الله ذل، ومن رضي بالذل هانت عليه نفسه، ومن والى عدوه ضاع، ومن باع أرضه باع عرضه. قال تعالى: (الذين يتّخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً) [النساء: 139]. فمن يريد العزة من كيان بني صهيون (إسرائيل) لن يجدها لديه، ومن يبحث عنها لدى بن سلمان فغير الذل والهوان لن ينال، وللأسف هذا هو حال مصر الكنانة اليوم التي لم تعد مكنّة لأحد من أبنائها، حيث تمر بمنعرج صعب للغاية لا ينبئ بمستقبل يسر أبناء مصر قبل العرب، فهي واقعة بين داعش ومشتقاتها من جهة، والسيسي من جهة أخرى، داعش التي يراد بها تدمير مصر وتفتيتها بالقتل والفتن استجابة للاستعمار، وتنفيذاً لأجندته مشروع (الشرق الأوسط الجديد) مخطط كيسنجر، وبيرنارد لويس، الذي كانت أولى ثماره تدمير العراق ومؤتمر مدريد (الأرض مقابل السلام) والذي تمخض عنه أوسلو، واتفاق (وادي عربة)، وإخراج قوى عربية أخرى عن سكة قطار المواجهة مع العدو (الصهيوأمريكي) الاستعماري، وتحييد قوى أخرى، واعتدال دول العملاء (أدوات)، وتحويل قوى الخيانة العربية إلى وسطاء بين الفلسطينيين وإسرائيل، وتجريم مقاومة الاحتلال، وما سبق ذلك أو تلاه من مبادرات استسلام أعرابية، مروراً بالطلب من إسرائيل القضاء على المقاومة، ودفع المال لها مقابل ذلك، وصولاً للتحالف بين أولئك الأعراب وإسرائيل لتدمير الدول العربية بالحرب المباشرة في العراق، الجزائر، تونس، ليبيا، لبنان، سورية واليمن، بحجج مختلفة واهية، وإظهار ذلك التحالف للعلن، وإعلانه التبرؤ من فلسطين وأبنائها، ومجاهرتهم بأن للمحتل الصهيوني الحق في أرض فلسطين، كما صرح (المهفوف) محمد بن سلمان بقوله إن الفلسطينيين يفوتون الفرص، واللوم يقع عليهم، ولذا فعليهم تحمل مسؤولياتهم.. الخ. وهذه التصريحات تمثل أولى خطوات تنفيذ مشروع الاستعمار الأحدث (صفقة القرن)، والموكل تنفيذها للإخواوهابية ومشتقاتها من داعش والسيسي في مصر، وبن سلمان بنجد والحجاز، والهدف الأول هو تدمير مصر ونخرها وتطويعها، وتلك المهمة تسند لداعش، وإن أظهرت عجزاً يتم إسنادها للسيسي اليد الناعمة للاستعمار، والتي تم إعدادها بشكل جيد لتنفيذ ما عجز الاستعمار عن تنفيذه بواسطة أدواته السابقة القاعدة ومشتقاتها من داعش والنصرة وأنصار بيت المقدس.. الخ، فهو المعول عليه إنفاذ مشروع ترامب صفقة القرن القادم، والتي تبدأ بالتنازل عن الأرض (سيناء)، ومن ثم التنازل عن السيادة والقرار، يتبع ذلك تدويل ما تبقى من سيناء وربما مصر كلها ووضعها ومنافذها (قناة السويس) بالذات تحت السيطرة والحماية الدولية، ويكون الاستعمار قريباً من أجل محاربة من تبقى من أبنائها الذين من المحتمل أن يقولوا لا للصفقة، ويبدو أن السيسي هو الخيار الاستعماري الأجدى والأسرع في التنفيذ، وأن استعماله جارٍ على قدم وساق، وباكورة إنجازاته على هذا الصعيد كان تسليم جزيرتي تيران وصنافير المصريتين اللتين عمرهما عشرات آلاف السنين، إلى السعودية التي عمرها وسلطتها 90 عاماً، لتدخل السعودية رسمياً باتفاقية (كامب ديفيد) وتسلمهما بدورها لإسرائيل، وما كيان (بني سعود) إلاّ وسيطاً لكيان (بني صهيون)، وداعماً أساسياً له وضامناً لبقائه، وهذه كانت ولاتزال وظيفة أسرة (بني سعود)، ويبدو أن المستعمر الغربي (الأنجلوسكسوني) الأصيل يفضل تدمير مصر بسندان السيسي على مطرقة داعش، لأنه أقل كلفة وأكثر شرعية (منتخب)، ورضي بأن تكون مصر ودورها أصغر بعشر مرات من دور قطر، لذلك فإن الـCC كفيل بالقضاء على مصر بهدوء دون ضجيج، وقد أثبت أنه جدير بذلك، واجتاز اختبار الطاعة والولاء بنجاح وخبرة عسكرية في مجال الصواريخ البلاستيكية، هكذا حال من يرتمي بأحضان الأجنبي ويركن إلى اليهود والنصارى يواليهم ويبيع نفسه ويرهن شعبه لهم.
لفت انتباهي مقطع فيديو للريس الـCC يخاطب فيه الشعب، يقول بالنص: (إحنا دخلونا في أمة العوز، تعرفوا إيه أمة العوز، أمة الفقر، ولمّا أجي أخرجكم منها إلى أمة ذات شأن تعملوا هشتاج ارحل يا سيسي، أزعل بدي والاّ مازعلش، لا بدي أزعل). هكذا يتحدث لشعب مصر، فمن أدخلهم؟ وهو الذي أخرج مصر من أي دور لها حتى في سيناء وفي تيران وصنافير، وهذا كلام ينفع أغنية لشعبان عبدالرحيم.
التحية للشعب اليمني العظيم ومحور المقاومة لمحو عار cc وكل أدوات المستعمر.. التحية للمجاهدين من الجيش واللجان وللسيد القائد المجاهد عبدالملك بدر الدين والقوة الصاروخية، ولروح الرئيس الشهيد صالح الصماد التي تصنع وتسطر الانتصارات بكل الجبهات.. التحية للسيد حسن نصر الله.. الرحمة للشهداء.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى.. الهزيمة للعدوان.. النصر للشعب اليمني العظيم.

أترك تعليقاً

التعليقات