وهم «حل الدولتين»!
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
كلما أراد الاستعمار الغربي الصهيوأمريكي استهداف أي قُطر عربي وتدمير مقدرات شعبه، خصوصاً إذا امتلك هذا الشعب قسطاً من الوعي والعلم والمعرفة وبعضاً من القوة أو بدأ يلوّح وقيادته بدعم حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه واستعادة حقوقه أو لوّح برفض الهيمنة الاستعمارية الصهيوأمريكية الغربية، فإن أفضل جرعة تخدير مؤقتة كاذبة يمكن للصهيوأمريكي أن يسوقها وتتبناها الأنظمة العربية وتصدقها شعوب الأمة هي استعداد أمريكا لحل القضية الفلسطينية، وأفضل مصطلح مستخدم مقبول من بعد مدريد «الأرض مقابل السلام»، ولأجل تدمير العراق مرتين، هو وعد بوش الابن: «حل الدولتين».
هذا المصطلح كان موجوداً -وإن بصيغ وجمل أخرى- منذ قرار التقسيم الإجرامي غير العادل الذي اتخذته الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين عام 1948 ورفضه العرب حينها، مروراً بالحروب الخاسرة التي خاضها العرب بعد هذا القرار، والتنازلات المتتالية التي قدمها العرب دون مبرر ودون مقابل، من «كامب ديفيد» 1979 مروراً بمبادرة فهد في قمة فاس، ومؤتمر مدريد «الأرض مقابل السلام» الذي جاء لقاء موافقة العرب على تدمير العراق وحصاره، ثم «أوسلو»، حتى وعد بوش الابن لقاء احتلال العراق، ثم مبادرة ولي العهد السعودي للسلام في قمة بيروت، وبعد أكثر من 36 عاماً على «اتفاق أوسلو» و22 عاماً على وعد بوش الوهمي بـ»حل الدولتين».
وبعد إقامة المستوطنات الصهيونية على الـ16% من الأرض الفلسطينية الموعودة لإقامة دولة فلسطينية، وموت «حل الدولتين» وغيره من أوهام الحلول الصهيوأمريكية المقدمة لأنظمة العرب، ورغم كل هذا، ومن أجل إكمال تنفيذ مخطط تدمير غزة وقتل وإبادة أبنائها بالقصف والتجويع وتهجير من تبقى منهم على يد الصهيوأمريكي وبشراكة أنظمة العرب؛ يتم التلويح بإحياء مسار وهم «حل الدولتين»؛ ولكن في الهواء هذه المرة.
لماذا نقول إن إقامة أي دولة فلسطينية سيكون هذه المرة في الهواء؟! لأنه لا يوجد أرض فلسطينية غير محتلة يمكن أن تقام عليها دولة أو حتى مدينة أو قرية، وخصوصاً بعد إعلان رئيس حكومة كيان العدو، النتن، عن سعيه لإقامة «إسرائيل الكبرى»، التي تضم -إلى جانب فلسطين- الأردن وأجزاء من مصر والسعودية وسورية ولبنان، لذلك لا يوجد شيء اسمه «حل الدولتين»، ولا يوجد حل مع كيان العدو المحتل لفلسطين ومحافظات عديدة من سورية وأراضٍ لبنانية، وخلفه أمريكا، إلا صحوة الشعوب ووعيها والمواجهة معه ومقاومته وإخراجه من فلسطين ومن كل الأراضي العربية المحتلة. وإن كان لا بد من إسقاط أنظمة التطبيع والتتبيع والموالاة فليكن، ولهم في الشعب اليمني وقيادته القدوة، فهو مدرسة للشعوب الحرة.

أترك تعليقاً

التعليقات