د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
بعد أكثر من 420 يوما من الهزائم المتكررة التي لحقت بكيان العدو الصهيوني ومعه الصهيوأمريكي الغربي الأصيل بدءا من هزيمة "طوفان الأقصى" المذلة للكيان ومن معه، مرورا بالهزيمة البحرية التي تلقوها من القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، ثم الأبيض، وإخراج جزيرة وميناء أم الرشراش في فلسطين المحتلة عن الخدمة ودك يافا وحيفا وغيرهما من مدن فلسطين المحتلة بالصواريخ البالستية والفرط صوتية والمسيّرات من اليمن والعراق، وصولا إلى هزيمة الكيان المؤقت من قبل المقاومة الإسلامية اللبنانية في جنوب لبنان، واضطراره لوقف إطلاق النار، اتجه كيان العدو الصهيوني ومعه صهاينة المسلمين لضرب نقطة ارتباط المقاومة في عمقها الاستراتيجي (سورية).
وفي لحظة اضطرار رئيس حكومة الكيان لإعلان وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، أعطى الإشارة لبدء الانطلاق، وكلمة السر لتحرك عملائه المصنوعين لأجل عينيه أمريكياً، المرعيين تركياً، نحو ضرب واستهداف نقطة ارتكاز وتواصل المقاومة في فلسطين ولبنان بعمقها الاستراتيجي في اليمن والعراق وإيران. والهدف من هذا التحرك شيئان رئيسان، هما: قطع طرق الإمداد للمقاومة، وتفكيك الدولة السورية وتقسيم سورية ثم العراق وصولا إلى مصر... إلخ، تنفيذا لمشروع "الشرق الأوسط الجديد" الذي أعلنه نتنياهو في الأمم المتحدة بعد استشهاد السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه). وللأسف أن هذا التقسيم لن يستثني تركيا الضالعة في هذه المؤامرة لخدمة "إسرائيل".
إن هذا التحرك التركي الداعشي التكفيري الجديد وبرعاية صهيوأمريكية ودفع وتمويل أعرابي والهادف لتدمير سورية وتفكيكها وتقسيمها لن يمكن التركي من خلافة استعمارية جديدة للوطن العربي أو بعضه، وإنما سيمكن الكيان الصهيوني ومعه الصهيوأوروأمريكي من استعمار تركيا وتقسيمها بعيدا عن وجود أتاتورك والإخواعثمانيين الأردوغانيين حكام الباب الواطي الجدد في تركيا، وأن ألسنة النيران التي تشعلها تركيا العثمانية لن تبقي لها طموحا أوروبيا ولا مطامع آسيوية ولا أفريقية ولن تعطيها القرم ولا حلب، بل لن تمكنها من الاحتفاظ بلواء الاسكندرون العربي السوري. وكما نال الشريف حسين من وعود بريطانيا على خلفية تعاونه بضرب الخلافة العثمانية ستناله تركيا الأردوغانية جراء تعاونها وشراكتها في تدمير سورية.
وأخيرا نقول إن تركيا بشراكتها للصهيوأمريكي استطاعت أن تطلق التكفيريين بأسلحتها وصواريخها ومسيراتها لتدمير سورية، ووضعت نفسها خادمة للمشروع الصهيوأمريكي الغربي لتدمير الأمة؛ ولكنها ستكتشف غدا أنها لن تستطيع ابتلاع الوطن العربي وحكمه، ولن تستطيع هزيمة روسيا ولا إيران، وأن جلب شذاذ الأفاق إلى سورية والعراق ولبنان ومحاولة اللعب بالورقة الطائفية التي قضت عليها عملية "طوفان الأقصى" ومحور المقاومة ووحدة الساحات، وأن هذا المشروع الهادف إلى تفتيت سورية والأمة يتجه للفشل كما فشل "الربيع العبري"، وستنتصر سورية ومعها محور المقاومة وستكون ارتدادات هذه الهجمة على تركيا وبقية المشغلين مزلزلة.

أترك تعليقاً

التعليقات