انتصار استراتيجي تاريخي
- د. مهيوب الحسام السبت , 30 نـوفـمـبـر , 2024 الساعة 6:04:19 PM
- 0 تعليقات
د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
بأقوى قوة في العالم، وبكل ما يمتلكون من أسلحة فتاكة من الصواريخ التدميرية العملاقة والقنابل المحمولة على بوارج وسفن الحربية وحاملات طائرات ومدمرات و(إف 35) و»شبح» وقنابل نيوترونية وفراغية ويورانيوم مخصب ومنضب وجيوش جرارة أصيلة ومرتزقة، وبكل ما يمتلكون من أموال ونفط واقتصاد ونفوذ ومؤسسات نقد ومنظمات أممية ومجالس ومنظمات إجرامية، وبكل ما لديهم من تقنيات وذكاء اصطناعي وأقمار صناعية وحروب خشنة وناعمة وسيبرانية وأسلحة بيولوجية ومؤسسات إعلامية... إلخ، بكل هذا وأكثر يستهدفوننا، أمة وأقطاراً، يعتدون علينا بكل أنواع العدوان وصولاً إلى القتل المباشر من البر والبحر والجو، ثم ينهزمون وننتصر.
لماذا ينهزمون أمامنا رغم كل ما يمتلكون من قوة مادية يمكنها تدمير العالم كله أو نصفه بدقائق وعندما يقاتلوننا ونواجههم وجهاً لوجه في الميدان ينهزمون، وإن لم يفروا يُقتلون، ونحن لا نمتلك إلا إيماننا بالله وتوكلنا عليه وثقتنا به وبوعده وبحقنا وعدالة قضيتنا وبإرادتنا وأسلحة شخصية فردية أو متوسطة، ونحن قلة وهم كثر عديداً وعدة؟!
تقول التجارب والتاريخ، والله سبحانه وتعالى يخبرنا بقوله: «لن يضروكم إلا أذى وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون»، ويقول: «ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لا يجدون ولياً ولا نصيرا».
كلام الله من أوضح الواضحات؛ لكن المشكلة أننا نبذنا كتاب الله وراء ظهورنا، وتولينا أعداء الله وأعداءنا واتبعناهم باتباع سلطاتنا وأنظمة حكمنا المتولية لهم، وكأنهم قد أخذوا عليها العهود والمواثيق ألا تدعنا نفرح حتى بانتصاراتنا عليهم، الخارجة عن إرادتها، في ميادين المواجهة، وما يحدث يبعث على الحسرة، فأمريكا تشارك، بل وتقود عدوان كيان الاحتلال الصهيوني وجرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ثم في لبنان ولما يزيد عن 420 يوماً، وعندما انهزموا في جنوب لبنان هزيمة واضحة قبلت الحكومة وقبل النظام بأن يكون لأمريكا دور في وقف إطلاق النار، الذي يحاول إنقاذ الكيان من هزيمته الميدانية المدوية، بينما أمريكا هي العدو الأول والكيان أداة تنفيذية لا أكثر.
أخيرا: لم تك هذه الهزيمة في معركة الطوفان هي الأولى لأمريكا ولكيانها، فقد سبق أن انهزموا عام 2006م حين بكى السنيورة على هزيمة الكيان ومن خلفه أمريكا ومن معه من غرب وعرب وأعراب، وعانق كونداليزا رايس المبشرة بولادة «الشرق الأوسط الكبير»، حينها اعترف الكيان بهزيمته وشكل «لجنة فينوجراد» لمحاسبة رئيس حكومته حينها، إيهود أولمرت. لكن بقي بعض أنظمة الأعراب وبعض الخصوم بالوطن ومعهم وسائل إعلامهم تحلف ويحلفون بالله ما انهزم الكيان وإنما انتصر، وهم اليوم أكثر وضوحاً ووسائل إعلامهم تفوق في التضليل والكذب حتى على وسائل إعلام الكيان نفسه، ولذا فنحن أمام انتصار كبير تسطره المقاومة في فلسطين ولبنان، ومعهم محور المقاومة والجهاد والدعم والإسناد، فنحن أمام نصر له ما بعده، والكيان وأمريكا أمام هزيمة لن يخرجوا منها إلا بخروجهم من المنطقة وبزوال الكيان.
المصدر د. مهيوب الحسام
زيارة جميع مقالات: د. مهيوب الحسام