الحروب الشيطانية
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -

حين يعلن العدوان الأنجلوصهيوأمريكي بأدواته الأعرابية السعوإماراتية نيته التهدئة فاعلم أنه ستشتد ضراوة الحرب العدوانية وبأشكال مختلفة، فإلى جانب حربه المباشرة فإنه يريد تفعيل الحرب الناعمة القديمة وتفعيل أنواع أخرى لم تستخدم بعد، حيث يتم الإعداد لتفعيلها في بلدنا تزامنا مع استخدامها في بلدان محور المقاومة (العراق ولبنان وإيران) عسى أن تحقق له ما عجز عن تحقيقه بحربه المباشرة.
هذا اللون الجديد من الحرب الناعمة هو ما يسمى حروب الجيل الرابع (الفوضى الخلاقة)، وآخر أنواع حروب هذا الجيل ما يسميه العدوان (قوة الإرغام)، وتندرج ضمن مشروعه الاستعماري الواحد.
هذا المصطلح يتمثل في استغلال قضية محقة وعليها إجماع شعبي ووطني كقضية الفساد مثلاً، الذي يجمع الشعب والسلطة على وجوده ووجوب محاربته، فيتم استغلال ذلك المطلب المحق للدفع بالناس إلى الشارع للضغط من أجل تحقيقه، ثم تتغير تلك المطالب ويدفع بالناس إلى الفوضى ورفض أية خطوات تحقق ذلك والمطالبة بأشياء لا تمت لذلك المطلب بصلة، ويعمل على تهيئة الأرضية والمناخ الملائم لذلك من خلال منظماته اللاإنسانية وتغلغل المال والفكر، وأدواته في ذلك المغفلون البسطاء والعملاء والخونة الذين يدفع بهم في مطالب أخرى قد تكون صعبة التحقيق، فلا زمن يتسع ولا بنية لذلك التغيير المستعجل، فيستعاض عنه بالهدم المحقق لرغبات العدوان والرضوخ له وتنفيذ مطالبه بالاستسلام له تحت ذريعة مطالب إنسانية مثل: كفى قتلاً وتدميراً ويجب وقف "الحرب"، وكأن الطرف الذي يدافع عن نفسه وعن شعبه وعن الأرض والعرض هو من أعلن الحرب، وبالتالي يجب عليه وقف مواجهته للعدوان!
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل الصور التي بدأت تظهر في بروفيلات الحسابات الفيسبوكية لبعض شخصيات النظام الوصائي المعتدلة هذه الإيام كصور عفاش والترحم عليه بحرقة، وصور حمادة وطارق عفاش مع قيادات كيانات العدوان السعوإماراتي وسفراء بريطانيا وامريكا في اليمن هي إيذان بتدشين مخطط تلك الحرب التي يعد لتنفيذها فينا؟!
فمن المقدمات تعرف الأهداف، فهذه الحرب تعتمد على الإعلام، والدعاية واستخدام المصطلحات تتحدث عن تلك القضايا المحقة، وأكثر القضايا المتناولة اليوم هي الفساد والفاسدين ومحاربتهم. هذا الفساد الذي عمل العدوان وأياديه على خلقه في المجتمع ليس من اليوم بل منذ أكثر من 40 سنة والذي هو نتاج طبيعي لذلك العهد الوصائي وبتوجهاته وأفراده، والغريب أن أولئك الفاسدين سيكونون في مقدمة الناس المطالبة بحربه، وهم من سيقومون بتنفيذ المخطط.
إن هذه الحروب الناعمة من الجيل الرابع هي حروب شيطانية، ومن يؤمن بالله لا يخشاها حتى إن الشيطان نفسه يقسم بالقول "فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلَّا عبادك منهم المخلصين (سورة ص آية 82،83)، ويقول تعالى: "إن عبدي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا" الإسراء آية(65) فهل يدرك الشيطان الصهيوأمريكي ذلك؟ أما الشعب اليمني العظيم المؤمن بقيادته المؤمنة الواعية المدركة القرآنية فلا خوف عليه من هذه الحرب، فهو يواجهها منذ انطلاقة العدوان عليه وبعون الله سيتجاوزها وسينتصر عليها.

أترك تعليقاً

التعليقات