دماء قادتنا تعزز وحدتنا‎
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام‎ / لا ميديا -
بعيدا عما نتمناه، علينا أن نعي جيدا وندرك يقينا ما نحن فيه ونعلم حقيقة ما ‏نعيشه وتعيشه شعوب الأمة المستضعفة المعتدى عليها، ونؤمن يقينا بأننا في ‏معركة حق ضد الباطل، وأن الحرب بيننا وبين أهل الباطل من أعداء الله ‏ورسوله وأعدائنا وشعوب أمتنا فيها قتال، نقتل منهم ويقتلون منا، يسقط منهم ‏قتلى ويرتقي منا شهداء إلى بارئهم، يقول الله تعالى: "إن الله اشترى من ‏المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون ‏وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والفرقان ومَن أوفى بعهده من الله ‏فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم".
علينا أن ندرك أيضا أننا وكل الأحرار الشرفاء من شعوب الأمة نواجه ‏عدواناً إجرامياً على بلداننا وشعوبنا، وأننا بفضل الله قد امتلكنا قدراً من ‏الوعي ونهضنا متوكلين على الله بالتحرك في سبيله لمواجهة ورد هذا ‏العدوان الإجرامي علينا وعلى شعوب أمتنا ومقدساتنا وثقافتنا وإيماننا، ‏ونمارس هذا الحق المقدس دفاعا عن أنفسنا وديننا وقيمنا وأخلاقنا وثقافتنا ‏وإنسانيتنا، وعن أوطاننا وحريتنا واستقلالية قرارنا الوطني، ولحماية‎ عزتنا وكرامتنا، وحفاظا على ثرواتنا، ورفضا لاستعبادنا، ولم نعتدِ على أحد ‏أو نمارس عدوانا بحق أحد.
لهذا فإننا ننطلق متوكلين على الله في طاعته وجهادا في سبيله لنعيش أعزاء ‏أحرارا كراما في أوطاننا كما خلقنا الله أو أحياء كراما شهداء أعزاء عنده ‏وبجواره‎، فإما نظفر بنصر من الله على أعدائه وأعدائنا وإما نصر نناله نحيا به في ‏جواره، وكلاهما نصر من الله، ولذا فإن علينا أن نعلم يقينا أننا عندما نقاتل ‏جهادا في سبيل الله فإننا إما نرتقي شهداء لنلاقي الله وهو راضٍ عنا، ومنا مَن ‏يتأخر وهو أكثر شوقا لها، ولا يوجد حرب بين حق وباطل دون شهداء، ولا ‏حرية دون تضحيات ودون ثمن، إضافة إلى ‏مكرمة أخرى من الله ننالها، حيث يقول تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل ‏الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يُرزقون".
ولأننا نقاتل في سبيل الله ونرجو نصره فإن ارتقاء قادتنا شهداء في الميدان أو ‏باغتيالهم لا يضعف قوتنا ولا يوهن عزيمتنا بل يقويهما، فقادتنا قدوتنا، صدقونا ‏وسبقونا في إيمانهم، وصدقوا الله القائل: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا ‏الله عليه فمنهم مَن قضى نحبه ومنهم مَن ينتظر". ونحن نتمنى الشهادة وإن كنا ‏ننتظر، ونحن بالوعي مسلحون، وعلى الإيمان والحق ثابتون، وفي سبيل الله ‏ماضون، يقول الله تعالى: "قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وينصركم عليهم ويخزهم ويشفِ ‏صدور قوم مؤمنين". ولنا في اغتيال قادتنا عظة وعبرة من السيد عباس ‏الموسوي والشهيد القائد الشيخ أحمد ياسين والرنتيسي وأبو شنب والجعبري ‏والصماد وغيرهم، "ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز".

أترك تعليقاً

التعليقات