أمريكا وتآكل نقاط القوة
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
لم تنشأ أمريكا كدولة على قيم خير أو مبادئ أخلاقية، وإنما على جرائم القتل والإبادة الجماعية لعشرات بل مئات الملايين من البشر المستضعفين، بدءاً بسكان أمريكا الأصليين لتمتد بعد ذلك وتستمر كإمبراطورية ضد أبناء كثير من شعوب العالم، وآخر جرائمها البشعة مشاركتها كيان الاحتلال الصهيوني بجرائم الإبادة الجماعية بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وهي محارق موثقة منقولة على الهواء مباشرة لتبين مدى بشاعة  السلوك الإجرامي لأمريكا بحق الشعوب، وأنه لا قيمة للبشر لدى الصهيوأمريكي أمام تحقيق الأطماع.
إن جرائم الإبادة الصهيوأمريكية بحق أبناء قطاع غزة ليست الأولى، بل هي امتداد لماضٍ مستمر وحافل بالجرائم. ولن تستطيع أمريكا العدول عن سلوكها، لأن هول وفظاعة وبشاعة الجرائم التي قامت بها وبنت عليها إمبراطوريتها هو ما يحول بينها وبين تعديل سلوكها الإجرامي، وهو ما يجعلها شيطاناً مريداً لا يعيش إلا على الفتن والإجرام، ولذلك فإن نهايتها وسقوطها لن يكون سقوطاً طبيعياً، وإنما سقوطاً ونهاية بذات الشر والإجرام الذي مارسته ضد الشعوب المستضعفة ولتحصد ما زرعته في العالم طوال تاريخها، سقوطاً مخزياً يجعلها محط سخرية شعوب العالم.
لقد كانت إمبراطورية الشر الأمريكية محظوظة أكثر من غيرها من الإمبراطوريات التي سبقتها، حيث إنها استطاعت تزييف حقيقتها وتسويق قيم شرها وباطلها على أنه قيم خير وأخلاق وحرية وحقوق إنسان لفترة كبيرة من تاريخها، وأحد أبرز الأسباب التي ساعدتها على الاستمرار أنها في ماضيها لم تواجه وتصطدم بقيم خير حقيقية تعري زيفها، حتى أتت اللحظة التي اصطدمت فيها بقوة من القيم الإيمانية والأخلاقية والإنسانية يحملها شعب يمني حر مؤمن مجاهد مقاوم ومعه كل الشرفاء الأحرار المقاومين المجاهدين من أبناء أمته من فلسطين إلى لبنان والعراق، فانكشف زيف القيم الأمريكية ليتبين أن أمريكا ما هي إلا قشة وأن قوى قيمها هي المثلية.
وبعد هذا الانكشاف والتعري الذي وصلت إليه أمريكا وسقوطها قيمياً وأخلاقياً وإنسانياً وهيبة وهيمنة وقيمة وبشكل واضح وفاضح إلى الحد الذي لم تعد معه أمريكا قادرة على مواصلة ذات النهج الذي بدأت معه تفقد نقاط قوتها شيئا فشيئا، وكذلك القدرة على الاحتفاظ بما تبقى من نقاط قوتها دون تآكل أو هيبتها دون سقوط أو هيمنتها بلا انحسار وتمزق وهو ما يجعلها تتجه نحو نهايتها الحتمية في السقوط، كما انتهت كل سابقاتها من الإمبراطوريات عبر التاريخ، ولذلك فإن أمريكا لم ولن تستطيع البقاء بعد اليوم قوة إمبراطورية ولا قوة حاكمة لنفسها ناهيك عن العالم.

أترك تعليقاً

التعليقات