فرار تكتيكي!!
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / #لا_ميديا -

سقطت الحرب التضليلية في معارك العدوان على اليمن، وليس آخرها معركة نهم وما بعد نهم، التي بدأ معها زمن الفرار التكتيكي للعدوان الأنجلوصهيوأمريكي الأصيل بأدواته التنفيذية ومرتزقته أمام قوة وبأس الشعب اليمني العظيم المجاهد المواجه له منذ خمس سنوات.
إنها الصدمة والرعب والذهول التي أصابت هذا العدوان بأدواته ومرتزقتهم، نتيجة لما أصابهم من هزيمة منكرة بعد خرقهم للهدنة وهجومهم الأخير على جبهة نهم، فلم يجدوا تبريرا لهزيمتهم سوى إعلان انسحابهم التكتيكي من نهم كلها، وهو في الحقيقة ليس انسحابا تكتيكيا بل هزيمة ساحقة.
كنا ولا نزال نسمع مصطلح الانسحاب التكتيكي من قبل جيوش عربية، خصوصا تلك الجيوش التي شكل نواتها وأنشأها المستعمر من مرتزقته ومواليه قبل خروجه أو إخراجه من منطقتنا العربية. كان هذا المصطلح يتكرر عند كل هزيمة لهذه الجيوش أمام العدو، ولم تقر بهزيمتها أو فرارها صراحة يوما.
استخدام المرتزقة لنفس مبررات الجيوش العربية في تبرير هزيمتهم الأخيرة في نهم، يعني أولاً أن أصيل العدوان قد قرر مجددا تحويل مرتزقته إلى جيوش بديلة للجيوش العربية النظامية القديمة التي عجزت عن تحقيق مشاريعه وإنجاز ما يصبو إليه، خصوصا بعد صحوة أحرار وشرفاء شعوب الأمة وامتلاكهم للإرادة والقرار والتحرك للدفاع عن النفس وحماية أوطانهم ومنع نهب ثرواتهم، والعمل على استعادة القرار الوطني والسيادة والاستقلال، ورفض الظلم والهيمنة والاستعباد. ويعني ثانياً أن انهيارات العدوان ومرتزقته قد بلغت ما بعد نهم، وهو ما يؤكد الانهيار التام للعدوان ومرتزقته في كل الجبهات.
وهنا نلاحظ بوضوح كيف انقلب السحر على الساحر، فبعد أن كنا نسمع بالانسحاب التكتيكي من قبل جيوش تدعي أنها جيوش عربية حين هزيمتها من نفس العدوان الاستعماري أصبحت جيوشه هي التي تدعي ذلك، هزيمتها التكتيكية في مواجهتها للشعوب الحرة المؤمنة المجاهدة، وهاهم مرتزقة العدوان (جيوشه) يكررون ذات المصطلحات أمام قوة وبأس الشعب اليمني العظيم المواجه للعدوان.
القوة عز، القوة في الوعي وفي الإدراك وفي الصبر والصمود والثبات على الحق ومواجهة الباطل، القوة في الموقف الحق والعدل، وهي السبيل نحو النصر الناجز.
تعودنا من هذا العدوان المجرم الأصيل بأدواته التنفيذية على بلدنا وشعبنا ومنذ خمس سنوات أن يغلف هزائمه بمبررات أخرى مثل الخيانة ومواجهة إيران القوية وغيرها، لكن الانسحاب أو الفرار التكتيكي الذي صدح به هذه المرة هو شيء جديد، وهذا دليل على تغير الموازين وانقلاب حقيقي بشكل غير مسبوق للمعادلات على الأرض لصالح الشعب اليمني العظيم بجيشه ولجانه الشعبية.
وأخيرا لم يجد العدوان بدا من محاولة تغيير عقيدة مرتزقته من مليشياته الإخواوهابية التي طالما اعتمد عليها في حروبه الخاسرة ضد الأمة، وهذا التغيير شكلي لا جوهري، بغرض امتصاص الصدمة وتقبل الهزيمة.

أترك تعليقاً

التعليقات