وانتصرت إيران
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
إيران لم تعتدِ يوماً على أحد ما لم تتعرض هي للعدوان فترد، ولم يسبق لها أن بادرت يوماً للعدوان على أحد من أعدائها، ناهيك عن أصدقائها، وإنما كانت إيران ولا تزال هي من تتعرض للعدوان والهجوم عليها من أعدائها، وفي أحيان كثيرة -وللأسف الشديد- من أشقائها والأقربين خدمة لأعدائهم وأعدائها معاً. ومع ذلك فإن إيران الثورة الإسلامية تمضي قدماً حاملة قضايا أمتها ومنتصرة لها. ومنذ اللحظات الأولى لثورتها تدفع ثمن مواقفها الدينية والأخلاقية والقيمية في نصرة المستضعفين من أبناء أمتها، خصوصاً أبناء الشعب الفلسطيني، ويتم معاقبتها من أشقائها بتوجيه من أعدائها.
وهي تعاقَب وتحاصَر وتجوَّع ويُعتدى عليها من قوى الاستكبار والاستعمار الغربي، في مقدمتهم الصهيو-أمريكي-غربي وأدواته في المنطقة؛ لا لشيء إلا لموقفها الحق من القضية الفلسطينية، ولرميها علم كيان العدو الصهيوني من على سفارته في طهران ورفع العلم الفلسطيني فوقها وتسليمها للقيادة الفلسطينية، ولدعمها للمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني في فلسطين ولبنان وسورية العروبة والقومية والمقاومة، ويتم التآمر عليها ليس من أعدائها فقط وإنما أيضاً من أشقائها الأقربين، أنظمة لا شعوباً، وهي تحمل قضاياهم، ورغم ذلك فهي لم تتخلَّ عن حمل قضاياهم ونصرة شعوبهم المظلومة.
وما دفعته وتدفعه في هذا العدوان الإجرامي عليها هو ثمن لمواقفها من كيان العدو المحتل لفلسطين العربية، ومن خلفه أمريكا الشيطان الأكبر والغرب الاستعماري عموماً، وبتواطؤ من بعض العرب دافعي تريليونات الجزية لأمريكا وكيانه. ومع ذلك فقد واجهت إيران هذا العدوان الغادر واستوعبت الضربة الأولى، وردت عليه بضربات صاروخية قوية ومدمرة على كيان العدو، بل وحققت الانتصار عليه.
وقد يسأل أحد: كيف تحقق هذا الانتصار؟ نقول لهم بأن النصر الإيراني قد تحقق بما يلي:
أولاً: إن إيران لم تبدأ بالعدوان على الكيان وأمريكا، وإنما هم من أعلنوا العدوان عليها، وبأهداف ذات سقف عالٍ جداً، ومنها القضاء على البرنامج النووي الإيراني والنظام الإيراني معاً، وعجزا عن تحقيق أهدافهما، وأعلنت إيران الرد على العدوان دفاعاً عن نفسها وعن شعبها ونظامها والحفاظ على بلدها وحقوق شعبها، ونجحت في ذلك وألحقت دماراً كبيراً بكيان العدو الصهيوني، وضربت القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر، رداً على ضرب مفاعلاتها، ونجحت إيران في ذلك وحققت أهدافها وأفشلت العدوان في تحقيق أهدافه.
ثانياً: استعادت إيران لحمة شعبها والتفاف الشعب حول قيادته، والذي يجدد دعمه لقيادته ويجدد عقده معها لخمسين عاماً قادمة، واستطاعت تطهير بلدها من كثير من العملاء وخلايا الخونة المجندين لأعدائها والذين كان لهم يد في أعمال القتل والاغتيالات ورفع الإحداثيات، وكسرت أعداءها، وتعلمت درساً للأيام القادمة، وعرفت صديقها من عدوها، وبقيت ثابتة على مواقفها، ونصرت الله، ولينصرن الله من ينصره.

أترك تعليقاً

التعليقات