الحرب التي لا بد منها
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
هناك حروب يمكن تفاديها ويمكن تجنبها من منظور حسابات الربح والخسارة في حال ما إذا كان الخصم والعدو مغرراً به أو مدفوعاً من غيره وأدرك ذلك قبل غيره، أو في حالة أن يكون للخصم بعض الحق أو التبس الحق عليه ويمكن الوصول معه إلى اتفاق ملزم يفي به وعهد وميثاق لا ينقضه، فإنه في هذه الحالة يمكنك تجنب الحرب مع خصمك والوصول إلى تفاهمات أو صلح دائم معه. أما إذا كان خصمك وعدوك يريد استعبادك أو قتلك وإبادتك للاستيلاء على أرضك ونهب ثرواتك ومصادرة حقك حتى في الحياة فإنه لا يوجد خيارات كثيرة أمامك، فالحرب معه أصبحت حرب وجود، إما أن تواجه دفاعاً عن دينك ونفسك وأرضك وعرضك وقيمك والله معك والنصر حليفك، وإما أن تستسلم وحينها يكون الثمن فادحاً.
إن المواجهة مع أعداء الله الطواغيت وعلى رأسهم طاغوت العصر وشيطانه أمريكا وكيانها الصهيوني الذي يحتل أرض ومقدسات العرب والمسلمين في فلسطين والذي ومنذ ما قبل العام 1948 قام بتهجير أبناء الشعب الفلسطيني من مدنهم وبلداتهم وقراهم تحت النار وقوة السلاح ومن لم يستطع الفرار والهجرة منهم تم قتله وتم إبادة مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني وهم أصحاب الأرض والحق من قبل عصابات كيان الاحتلال الصهيوني الإجرامية وبمشاركة وإشراف المحتل البريطاني وبتواطؤ المحتل العثماني حينها وبأسلحة بريطانية وألمانية وفرنسية ولاتزال جرائم العدوان والإبادة مستمرة وتزداد شراسة حتى الآن، ولن نطيل في قراءة التاريخ فالتاريخ يكرر نفسه اليوم في غزة ويفضح أعداء الله ومن يواليهم.
إن الحرب مع أعداء الله من الصهاينة اليهود والأمريكان والاستعمار الغربي ومن والاهم هي مواجهة حتمية ولا مفر منها، يقول الله تعالى: «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم»، ويقول جل وعلا: «إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوّا»، وأمريكا والصهيونية العالمية هي الشيطان في عصرنا هذا وعلينا أن نتخذهم عدوّا ونواجههم، ولنأخذ العبرة مما يحصل الآن للشعب السوري من قتل على الهوية واحتلال الأرض وتدمير المقدرات المعسكرات والأسلحة ومراكز البحوث واستهداف العلماء نتيجة للتسليم لأعداء الله ولسنا في صدد مناقشة ما حدث في سورية وكيف تم التسليم.
إنما نقول إن ما ندفعه من ثمن في مواجهة عدو الله وعدوك وعدو الإنسانية مع الإيمان بالله وبحقك وعدالة قضيتك مشفوعا بالصبر والثبات في معركتك وجهادك في سبيل الله والتوكل عليه واليقين بنصره الموعود وحاشى الله أن يخلف وعده، هو ثمن قليل، فنصر الله لك هو نصر، واستشهادك في سبيل الله هو نصر لك أيضا بفوزك بجوار الله، وهذه الشهادة تعمل على تغذية العملية الجهادية بالدماء الجديدة اللازمة لاستمرار المواجهة مع أعداء الله المجرمين منعاً لفسادهم في الأرض ولكي لا تهدم صوامع وبيع ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا، والنصر من الله مضمون لعباده بقوله: «ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز».

أترك تعليقاً

التعليقات