القيادة المسؤولة
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسامي

صحيح أننا مكثنا دهراً ننتظر من الظل أن يستقيم بذاته والعود أعوج، وذلك ليس لسبب سوى تغييب الوعي عن طريق المؤسسة المنوط بها تنميته فينا وهدايتنا إليه، وهي المؤسسة التعليمية التي وبتوجيه من الصهيوأمريكي ظلت سياسة لتجريف وهدم الوعي بدلاً من بنائه، فخرجت جيلاً أعوز ما يكون للوعي. وصحيح أننا من شدة الظمأ حسبنا السراب ماء، وتمسكنا به ردحاً من زمن جاهل أعمى، ولنفس السبب، حتى أتانا اليقين بعد ثمن فادح دفعناه من حريتنا واستقلالنا، من خيراتنا وثرواتنا، من قوتنا ودمنا، من عزتنا وكرامتنا... الخ.
لذلك نقول إن زمن الوصاية والتبعية والارتهان قد ولى إلى غير رجعة، بعدما دفناه وواريناه الثرى في 21 أيلول 2014، ودفنا معه أحلام الاستعمار والاستكبار والاستعباد والطغيان، فمحونا زمن الضياع والتوهان والذل والهوان، ودفنا معه زمن الهزائم، ليبدأ زمن النصر والعزة والكرامة والتحرر والاستقلال الحقيقي والخروج من عبادة الطاغوت والشيطان إلى عبادة الله وحده، فكفرنا بكل جماعات السمع والطاعة والإذعان وفتاوى الجهل والضلالة، وهذا كله بفضل الله سبحانه، وبفضل مشروع قرآني (مسيرة قرآنية) خطها بدمه السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله وسلامه عليه، وحملت لواءها من بعده قيادة سوية واعية مدركة حكيمة مسؤولة قادت الشعب في زمن التخلي عن المسؤولية داخلياً من كافة من أنيط به تحملها من أعلى هرم سلطة الوصاية إلى أدناه، والتي لم تتخلَّ فقط، وإنما خانت ثقة الشعب بها، واتبعت خطوات الشيطان، لذا فإن القيادة العظيمة المسؤولة متمثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين، التي تنطلق من اعتبار أن رأسمالها هو الشعب اليمني العظيم صانع الانتصارات والمعجزات، وكان من أولى مهامها رفع مستوى وعي الشعب للقيام بتحمل مسؤولياته الوطنية والدينية والأخلاقية والقيمية في الدفاع عن نفسه ووطنه وأرضه وعرضه، ومعه الله وقيادات مؤمنة في مقدمة الصفوف تضحية وبذلاً وعطاءً وفداء، هذه القيادة الحكيمة تقود شعباً نحو النصر المبين على أقوى وأعتى من في الأرض وأقواها على الإطلاق مالاً وسلاحاً وجيوشاً ونفطاً ونفوذاً وفجوراً وظلماً وطغياناً واستكباراً وغروراً وتجبراً وتكبراً.
إن الشعب اليمني العظيم الحاضر، وبعد أن أزاح عن كاهله سلطة الوصاية وعهداً وصائياً جثم على صدره زمناً ليس بالهين، قد توفرت له عوامل النصر الناجز متمثلة بثلاثية النصر المبين، وهي مشروع قرآني عظيم، قيادة استثنائية مؤمنة عظيمة في زمن استثنائي، وشعب عظيم مؤمن مجاهد مواجه للعدوان، وكلها مرتبطة بالله وواثقة بتأييده لها، ونصره إياها على عدوه وعدوها، وفي مقدمة تلك العوامل القيادة المدركة الواعية، وقد يقول البعض إن ذلك نوع من التعصب، لكنها الحقيقة، فالشعب الذي كان تحت قيادة مرتهنة عجز عن تحرير جزيرة حنيش الصغرى، والمتغير بين هذا وذاك هو القيادة صاحبة الرؤية والمشروع والإرادة، فهذه هي القيادة المسؤولة، وهذا هو القائد الصادق المسؤول، ولهذا فإن النصر حليف استراتيجي لهذا الشعب الذي لا يعول ولا يراهن على مشاورات ولا حوارات ولا مفاوضات مع قاتله، بل يعول ويراهن بعد الله على ذاته وقيادته وعدالة قضيته، والمعركة معركة وعي وإرادة وصبر وثبات، والنصر آتٍ آتٍ.

أترك تعليقاً

التعليقات