قرار الرد
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام‎  / لا ميديا -
لا نقاش في قرار الرد على جريمة استهداف القائدين المجاهدين القائد الجهادي الكبير في المقاومة الإسلامية في لبنان فؤاد شكر "الحاج محسن" في الضاحية الجنوبية لبيروت، والحاج القائد الجهادي الكبير إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، اللذين اغتالهما كيان الاحتلال الصهيوني، فقرار الرد لم يكن لاحقاً لعملية استهدافهما فحسب، بل كان سابقاً لها ومن خلال معادلات تم إرساؤها من قبل محور المقاومة مع كيان الاحتلال، وخطوط حمراء رسمتها المقاومة بالدم والجهاد تجاوزها كيان الاحتلال ليلزم المقاومة بالرد الرادع والمناسب الذي تراه وتقرره وتختاره هي ويلزم نفسه باستقبال هذا الرد.
إن جريمة الإبادة الجماعية التي يمارسها كيان الاحتلال الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني العزل في قطاع غزة من نساء وأطفال، وهذه المحارق الفظيعة غير المسبوقة المستمرة منذ ما يزيد عن 10 أشهر من قتل مباشر وإبادة جماعية وكاملة لمئات الأسر، حيث يتم محوها نهائيا من السجلات المدنية عن سبق إصرار وتعمد، دونما ذنب سوى أنها أسر فلسطينية هجّرها الكيان من الأراضي التي احتلها في العام 48 وما قبله إلى مخيمات نزوح ولجوء في غزة، وذنبها الثاني أنها صاحبة الحق والأرض، والثالث أنها مستضعفة ولا ناصر لها، وأن الصهيوأمريكي قد علا في فلسطين واستعمر أهلها يذبح أبناءها ويستحيي نساءها ورجالها وأطفالها وهو من المفسدين.
وبعد هزيمة الكيان في معركة "طوفان الأقصى" وفشله في تحقيق أي هدف من أهداف عدوانه الإجرامي لجأ إلى اغتيال القادة السياسيين. وهذا العمل الإجرامي دليل وهن وخواء وضعف وهزيمة. وهو يظن واهما أنه سيِضعف المقاومين والمجاهدين، ولا يدرك أن هذا يوحدهم ويوحد صفوفهم أكثر ويزيدهم صبراً وثباتاً وعزيمة وقوة، تأسياً واقتداء بقادتهم الذين صدقوهم وصدقوا ما عاهدوا الله عليه وقضوا نحبهم على النهج ذاته والتوجه ذاته وعلى الطريق ذاتها في سبيل الله، ودفاعا عن أنفسهم وشعبهم ودينهم وحماية وصون أعراضهم ونيل حريتهم وتحرير بلدهم وأرضهم ورفضا للاستعمار والهيمنة والذلة والاستعباد.
أما الرد على جرائم كيان الاحتلال الصهيوني الخاصة بقتل القائدين هنية وشكر، فإن القرار قد تم اتخاذه بعد الجريمة. أما الوقت وحجم الرد والكيفية فهو الآن بيد الميدان ومهمة قادته، وعلى الكيان وقادته أن يقلقوا قلقا شديدا من الرد القادم، وعلى مستوطني الكيان أن يرفعوا مستوى قلقهم إلى الحد الذي يتهيؤون معه للرحيل من الأراضي الفلسطينية والعودة إلى مواطنهم الأصلية التي جاؤوا منها بمساعدة المستعمر الأنجلوصهيوني الغربي نقلا وتدريبا وتسليحا ومشاركة في العدوان على الشعب الفلسطيني وإبادته وتهجيره واحتلال أراضيه، فالمعركة بعون الله مستمرة حتى زوال كيان الاحتلال وعودة الحق لأهله، والله مولانا، نعم المولى ونعم النصير.

أترك تعليقاً

التعليقات