ترامب يبدأ بأوراقه «الحالبة»
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
ليست المشكلة في ترامب، صنف أولم يصنف، إن المشكلة الحقيقية تكمن فيمن تمر عليه بهلوانيات ترامب واستعراضات حلبات المصارعة، وهو ابنها، ثم يصدقها ويدفع ثمن تصديقه لها ذلاً وإهانات وتريليونات الدولارات، ليس من أمواله هو, بل من أموال وثروات الشعب الذي يحكمه ولا ينتمي إليه، من قوت الناس ومن ثرواتهم ومن دمهم. أما إذا كان من أهداف عملية الحلب الترامبية هو ضمان حماية أمريكا للبقرة الحاكمة ونظامها فالعكس صحيح، وبحسب أقوال ترامب وتصريحاته على الهواء مباشرة في رئاسته الأولى عندما قال بأن السعودية عبارة عن بقرة حلوب سيقوم بحلبها وبعد جفاف ضرعها فإن مصيرها الذبح في نهاية المطاف.
أما إذا كان من بين أهداف هذا السخاء بالحليب المقدم هو تصنيف الشعب اليمني العظيم (أنصار الله ورسوله) كمنظمة «إرهابية» خارجية فقد سبق لترامب، على إثر الحلْبة الأولى في عهده السابق والبالغة 600 مليار دولار، أن قام بهذا التصنيف ولم يستطع أن يحقق منه شيئاً سوى هزيمة بلده ومشروعها في اليمن، ولم يجنِ منه نظام البقرة وبقية الأدوات التنفيذية للعدوان الصهيوأمريكي الأصيل على اليمن إلا الهزيمة والخزي والعار، في حين لم يكن لدى الشعب اليمني بفضل الله من القوة والإمكانيات ما لديه اليوم، لذا فإن على نظام البقرة وآل ناقص أن يحسبا حسابهما له إن فكرا في المضي على ما هم عليه، وأن كلفة الغباء ستكون باهظة ولن ينفعهما حينها «حنا... وحنا...».
وعلى نظام البقرة الحلوب أن يفكر ويعيد التفكير ألف مرة إذا ما أراد تقديم العون للأنجلوصهيوأمريكي وهو المضروبة هيبته وقوته وأساس إمبراطوريته في البحرين الأحمر والعربي بيد الجيش اليمني، أو أن يقدم له ولو تسهيلا في عدوانه على الشعب اليمني العظيم، لأن ذلك سيؤدي بالبقرة كلها، ولن تستطيع أمريكا بترامب أو غير ترامب حمايتها وهي العاجزة عن حماية نفسها وسفنها وبوارجها وفرقاطاتها ومدمراتها الحربية وحاملات طائراتها في البحر، وأن إمبراطورية الشر أمريكا المهزومة والتي أغرقها الشعب اليمني في البحر تعلم أنها إذا ما استمرت بعدوانها على الشعب اليمني فإنها ستغادر المنطقة كلها.
لقد بدأ ترامب سياسة رئاسته الجديدة لأمريكا بقرار تصنيف سبق وجربه في رئاسته الأولى وفشل، وقرر أن يجرب بالمجرب مرة أخرى، وقد يكون له أهدافه من زيادة الحليب أو غيره. أما اليمن فهو عصي عليه وعلى غيره، ومن سوء طالعه أنه بدأ عهده بتكرار قراراته الفاشلة، وبهذا يكون قد قصر الوقت الذي كان يمكن أن نستغرقه في التحليل: ما هي أهداف ترامب من هذه القرارات؟ وإلى أين ستوصله؟ فالبدايات تشي بالنهايات. كل سياسة تبدأ بالفشل حتماً لن تنتهي بالنجاح، واليمن والشعب اليمني يعادي أمريكا وسياستها الاستعمارية الشيطانية وأصبح يُرهبها اليوم أكثر بعد المواجهة البحرية، والله أكبر والموت لأمريكا... ولا قيمة للتصنيف، وبعون الله النصر آتٍ، والله متم نوره، ولله عاقبة الأمور.

أترك تعليقاً

التعليقات