شهر تاسع طوفان
 

د. مهيوب الحسام

د. مهيوب الحسام / لا ميديا -
تزداد الآثار المدمرة التي خلفتها الهزة الزلزالية لـ«طوفان الأقصى» في الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على بنية كيان الاحتلال الصهيوني وضوحا، وتتضح أبعادها ووقائعها وتتكشف نتائجها يوما إثر يوم، على معنويات قيادات الكيان وجيشه. وما يحدث بعد ثمانية أشهر وما تظهره المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من حفاظ على قدراتها وتطوير لتكتيكاتها وأساليب مواجهتها وتحقيق نقاط نصر جديدة، إضافة لأخذها أسرى جدداً من جنود الاحتلال، هو دليل إضافي على مقدار شدة هذا الزلزال الذي أصاب الكيان وقوته على مقياس «الهزيمة» مقابل انتصار المقاومة الذي أدخل الكيان في أزمة وجودية وأفقد أمريكا هيبتها ومكانتها في العالم.
أما أن تكون المقاومة قادرة وبعد ثمانية أشهر على أخذ أسرى جدد من جنود الاحتلال الصهيوني الذي أعلن ومعه أمريكا ودول الغرب الاستعمارية عدوانهم الإجرامي وممارسة جرائم الإبادة بحق أبناء قطاع غزة للقضاء على المقاومة الفلسطينية وقتل أو اعتقال قادتها واستعادة جميع أسراه دون أي تبادل وغيرها من الأهداف التي لم يستطيعوا تحقيق أيّ منها، فهذا دليل إضافي آخر على هزيمة كيان الاحتلال وشريكته في العدوان وجرائم الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وكل شركاء الصهيوأمريكي من أنظمة عرب وأعراب وأعاجم.
إن هذه الانتصارات التي تحققها وتراكمها المقاومة الفلسطينية ومعها جبهات المقاومة المساندة من محور المقاومة على كيان الاحتلال الصهيوني والأوروأمريكي وأنظمة التطبيع والتحالف العربية والأعرابية تكشف مدى هشاشة كيان الاحتلال، الغدة السرطانية التي يتم ضربها في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن كل حدب وصوب، ومعها أمريكا «الإمبراطورية البحرية» التي تتلقى هزيمة بحرية منكرة ومدوية وغير مسبوقة على يد الشعب اليمني العظيم وجيشه وقواته المسلحة من البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وأخيرا في البحر الأبيض المتوسط.
وأخيرا، واعتمادا على كل المعطيات آنفة الذكر، نستطيع القول والتأكيد على أن المعركة الكبرى مع كيان الاحتلال الصهيوني في الأراضي العربية الفلسطينية قد بدأت مع انطلاق معركة «طوفان الأقصى»، وهي معركة حرية للشعب الفلسطيني وتحرير للأراضي المحتلة ومعركة سيادة واستقلال، وهي معركة مستمرة لن تتوقف؛ لأسباب، منها إيمان شعوب المقاومة بالله وتوكلهم عليه وصبرهم وثباتهم وتضحياتهم في سبيله وإيمانهم بحقهم وبنصر الله لهم، وطغيان وإجرام وغرور واستكبار الصهيوأمريكي الذي بلغ حد الإفراط، وهو ما يجعل المجاهدين من أبناء شعوب الأمة يعيشون أيام وعد الآخرة. وما النصر إلا من عند الله، والقادم أعظم بعونه تعالى.

أترك تعليقاً

التعليقات